الوطن - القاهرة أثار الأستاذ عمرو أديب فى برنامجه المميز سؤالاً بالغ الأهمية، بل إنه فى يقينى هو السؤال الأهم عن مدى جدية النظام القائم على إجراء انتخابات رئاسية تنافسية على أساس شفاف، وفق المعايير الدولية فى الديمقراطيات المحترمة. وما حذر منه عمرو أديب هو هواجس مشروعة حتى لا نقع فى حالة استبداد جديدة. على هذا الأساس يجب ألا يتم «ترويع» مسبق لكل من يفكر فى ترشيح نفسه أمام مرشح الشعب الكاسح. وفى ذات الوقت يجب ألا نتساهل فى إجراءات الشفافية فى مصادر التمويل للمرشح الرئاسى. ومن المذهل أننا حتى الآن لم نرَ مرشحاً واحداً حسم مسألة ترشيحه بشكل صريح وحاسم، بمعنى أنه قال بشكل علنى ورسمى أنا سوف أرشح نفسى للانتخابات الرئاسية. الجميع يترددون، ويدرسون، ويلمحون، وينتظرون لحين معرفة متى وكيف سيرشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى نفسه. والمسألة التى يطرحها عمرو أديب هى هل نحن أمام انتخابات تنافسية، أم نحن على أعتاب استفتاء على الفريق أول عبدالفتاح السيسى؟! الانتخابات التنافسية شىء، والاستفتاء شىء آخر، الخيار السياسى الأحادى شىء، والاختيار والمفاضلة بين منافسين شىء آخر. يجب أن نرسى تجربة اختيار الرئيس بناءً على معايير تتعدى الشخصنة أو المشاعر العاطفية، ولكن على أسس قائمة على قيام الناخب باحترام عقله والمفاضلة العملية بناءً على البرامج والالتزامات التى يقدمها المرشح. فكرة الاختيار المسبق وإعطاؤه «تفويض على بياض» هى مسألة انتهت ويجب أن تكون قد ذهبت إلى غير رجعة. نحن بحاجة إلى معرفة برنامج كل مرشح، ومعرفة فريقه الرئاسى، ومعاييره فى أداء الحكم، وجدوله الزمنى فى تحقيق الأحلام والوعود التى يقطعها أمام الناس. يجب أن نصل إلى مرحلة وقوف كل المرشحين طابوراً أمام الرأى العام يعرضون بشفافية أفكارهم ومراجعهم ثم يُترك «لسيادة المواطن» العظيم أن يختار من يراه مناسباً. نريد انتخابات رئاسية «بجد»!