الشروق - القاهرة أزعم أن الدور الأهم اليوم لكل صاحب قلم قد يصدق وكل صاحب صوت قد يستمع إليه هو الاجتهاد للبحث عن حلول فعلية للحظة الخطر الراهنة التى تمر بها مصر. لن ننفع الوطن بالاتهامات المتبادلة، ولن نساعده بالترويج لمقولات الكراهية والمشاعر الانتقامية، ولن نرتقى إلى مستوى الفعل المسئول إن اكتفينا بالإشارة إلى سابق تنبيهنا إلى أن الحلول الأمنية بمفردها لن تخلصنا من الإرهاب وإلى أن الظلم يولد العنف وإلى أن انتهاكات حقوق الإنسان تتناقض مع عدل الدولة وتماسك المجتمع. لن نحمى حق المصريات والمصريين فى الحياة وفى احترام كرامتهم الإنسانية إن نحن وظفنا المعايير المزدوجة حين تناول الظواهر السلبية التى باتت تغلف مجتمعنا وتهددنا وجوديا، فإدانة الإرهاب وجنون العنف وجوبية شأنها شأن إدانة انتهاكات الحقوق والحريات التى تتورط بها الأجهزة الأمنية وتسقط أيضا ضحايا وتنزع الإنسانية عن الوطن. أزعم أن مصر اليوم تحتاج إلى تضامن الجميع وشجاعة الجميع للاضطلاع بنقد ذاتى ضرورى وإعادة حسابات واجبة ووضع اليد بوضوح دون تزييف للوعى يمارسه هنا وهناك من يدعون احتكار الحقيقة المطلقة على جذور وأسباب الظواهر السلبية التى نعانى منها وعلى الحلول الممكنة. لن ننفع مصر بحملات التشويه والتخوين، ولن ننفعها أيضا بتغييب الأفق المجتمعى والسياسى اللازم للتخلص من الإرهاب والعنف. لا بديل عن المزاوجة بين الأدوات الأمنية التى يتعين على الدولة ومؤسساتها توظيفها بكفاءة وفاعلية وهى تواجه مجموعات خرجت على القانون وتريد تقويض الوطن والقضاء على حقنا الطبيعى فى الحياة والسلم الأهلى، وبين الحلول السياسية لتجاوز وضعية الاستقطاب التى تدفع قطاعات شعبية مختلفة للرفض أو للعزوف. دعونا نتضامن جميعا مع الدولة ومؤسساتها وهى تدافع عن الوطن ونطالبها بأن تلتزم بالقانون وبضمانات الحقوق والحريات وتمتنع عن القمع لكى لا يزج بمصر إلى أتون وضعية عدم استقرار طويلة المدى. دعونا نتضامن جميعا وندعو كافة القوى والأطراف المجتمعية والسياسية، طالما لم تتورط فى الإرهاب أو العنف أو المساعدة عليهما وتلتزم بالسلمية الكاملة وبغض النظر عن مواقفها تأييدا أو رفضا لترتيبات الحكم، إلى المشاركة فى تجاوز مصر للحظة الخطر الراهنة وظواهرها السلبية. دعونا نتضامن جميعا وندعو إلى محاسبة عادلة وناجزة لكل من تورط فى الإرهاب والعنف أو انتهاكات حقوق الإنسان، ونشرع فى ذات الآن أبواب المجتمع والسياسة على مشاركة الجميع فى إطار السلمية واحترام القانون والانتصار للوطن ولأمل الناس فى دولة عادلة وديمقراطية ومجتمع متوازن ومتصالح مع ذاته. دعونا نتضامن جميعا لكى نقارب بين المصريات والمصريين وبين صالحهم العام المتمثل فى السلم الأهلى والعدل والتنمية المستدامة وضمانات الحقوق والحريات وتكافؤ الفرص، وبمعية كل ذلك الحق المقدس فى الحياة وفى الوطن الذى نفخر بالانتماء إليه. فى القلب ألم عام على أوضاع مصر وألم شخصى أقاوم دفعهما المستمر لى إلى خانات اليأس والإحباط والعزوف، وأزعم أن ذات المشاعر والهواجس والأفكار تسيطر وإن بصور مختلفة على المصريات والمصريين جميعا. دعونا نتضامن ونتماسك لنتجاوزها ونعبر بمصر لحظة الراهنة، فهذه مسئولية الجميع. غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر