عكاظ -السعودية هؤلاء الصغار.. القافزون من الأرصفة إلى نوافد السيارات مادين أيديهم « لله يا محسنين».. هؤلاء الأجانب الصغار الذين أطلقهم آباؤهم وأمهاتهم للشحاتة.. في الطرقات.. ومضايقة الناس.. وإعطاء صورة مؤذية ومشوهة .. ألم تشملهم الحملة المركزة والمكثفة على الأجانب.. التي أعطت ثمارها في أقل من ثلاثة أشهر.. ثم أين هي إدارات مكافحة التسول التي نسمع عنها ولا نراها تحرك ساكنا في الحد من انتشار الشحاتين الصغار وحتى الكبار. لقد أصبحت مهنة التسول هذه مهنة مربحة للغاية.. وأذكر قبل سنوات طويلة، أنني قابلت متسولا دلني عليه شيخ الفرانة في «سوق الندى» وأجريت معه حديثا حينذاك وقد اتضح.. أن عائلته بكاملها تمارس هذه المهنة .. الزوجة .. والأولاد.. وعندما مات عثروا على كيس يخبئ فيه النقود وعندما أحصوها بلغت أكثر من نصف مليون ريال.. وقال أبناؤه الشحاتون.. إن تلك النقود هي «شقا عمر أبيهم من الشحاتة» وهي حق لهم.. لأنهم مارسوا هذه المهنة مع أبيهم.. ولم تكن تلك النقود بجهده وحده.. ولست بصدد الإفتاء هل هي حق مشروع لهم أم لا. فهناك الكثير من الأمور تلبس في وقت «اللزوم» وجه الحق المشروع.. وهناك العديد من «الحرامية» الذين تركوا لأبنائهم بعد وفاتهم المال الحرام.. ولا يحق لي من قريب أو بعيد الإفتاء في هذه ولا تلك.. فقد اعتدت أن ألتزم أشد الالتزام بتعليمات وزارة والثقافة الإعلام.. فنحن لا نخوض في هذه القضايا الشائكة، ولكن قضية الشحاتين مزعجة.. ومؤلمة وتترك ملامح بائسة عن وطن أنعم الله عليه بخيراته وفضله.. ولهذا فإني أطالب كل المارة في الطريق من المواطنين بأن يقوموا بعملية تنظيف مدنهم من هؤلاء الشحاتين بتسليمهم إلى أي مركز للشرطة، وهذه المهمة الوطنية التي أطالبكم بها في ظل غياب دوائر مكافحة التسول، في تقديري واجب وطني.. إلزامي.. وآمل أن يقوم مديرو الشرطة في المدن بحملة للقبض على هذا النمل من الشحاتين.. الذين يملؤون الطرقات في كل مكان.