الوطن أون لاين -السعودية لا بد من مواجهة حقيقة أن العنف ضدّ النّساء سلوك يمارسه مثقفون وجامعيّون وحقوقيّون وسياسيّون. فهل تعلمين؟ إن وجود التمييز والعنف ضد النساء عبر هذه المنظومة سبب كافٍ للتحرك مهما كانت درجاته. الظلم الواقع على المرأة ليس إشاعة.. أو خرافة، أو لوحةً سريالية. إنه ظلم مرئي ومسموع ونشاهده كل يوم على شاشة حياتنا اليومية. حملة "هل تعلمين؟" أطلقتها انتفاضة المرأة في العالم العربي في 25 نوفمبر 2013، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وتستمر ل16 يومًا من النضال ضد أشكال العنف تجاه النساء إن كان اجتماعيا أو ثقافيا أو اقتصاديا.. من الطبيعي الإشارة لهذه الحملة الإنسانية، إذ إن التمييز ضد النساء في القوانين هو عنف أيضا علينا مواجهته. "هل تعلمين"؟ هي مشاركة في التعبير عن رفض العنف، وهي أصوات نساء من العالم العربي، لهجات متعدّدة لقضيّة واحدة: مناهضة العنف ضد المرأة، ولا سيّما العنف في القوانين الجائرة التي لا تحترم حقوق المرأة كإنسان. تحت شعار "هل تعلمين؟" توجه الحملة هذا السؤال لكل نساء العالم. أنتِ أكثر من تعلمين ماذا يعني أن تكوني امرأة. أنتِ أكثر من تعلمين ماذا يعني أن تفكري كل يوم بالتمييز والعنف الذي قد تتعرّضين له في مساحتك الخاصة ووسط عائلتك. هل تعلمين بالقوانين والتشريعات المكتوبة التي تكرّس هذا التمييز والعنف جيلا بعد جيل؟ هل تعلمين أن التمسك بالعدالة في المحكمة قد يحيلك إلى متهمة؟ أو أن دعواك قد تُقابل بالتأجيل والإجراءات القانونية المعقدة فقط لأنك امرأة؟ هل تعلمين أن قوانين الأحوال الشخصية والعقوبات والجنسية والعمل وغيرها وفي أكثر دول العالم العربي لا تحترم حقوقك كإنسان؟ حملة هل تعلمين؟ هي حملة توعوية تهدف إلى فضح عدد من هذه القوانين التي تميّز ضد المرأة وتضطهدها.. تكثيف الجهود الفردية لإحداث تغيير جماعي وتجميع قاعدة بيانات لتوثيق هذه القوانين بتعديلاتها من أجل تغييرها بوضع خطة عمل مستقبلية. نعم لإيقاف العنف ضد النساء، نعم للمقاومة، نعم للأمان، فمن المؤسف أن المطالبة بحماية المرأة من العنف تواجه بأنها تحرير للمرأة، علما أن مفهوم التحرير هذا يتفاوت من شخص لآخر، ومن مجتمع لآخر. اليوم أصبح كل شخص يرسم المرأة المتحررة على هواه، فتحرير المرأة بات أشبه بالقصص المثيرة، والمربكة، والمرفوضة والمسلية في الوقت نفسه. ولنتذكر هنا، ودوماً، أن باستطاعة امرأة واحدة أن تحدث فرقًا كبيرًا، ولنا أن نتخيّل ما قد تفعله 180 مليون امرأة في عالمنا العربي معًا.