نسمع عن «هدف» ونقرأ عنها كثيراً، دون أن نرى لها إنجازات تستحق الذكر على أرض الواقع، وإن كنت أعترف أنها أوجدت حلاً لمشكلة توطين مهنة التدريس في المدارس الأهلية أو الخاصة، وإن كانت بعض المدارس ما زالت تتحايل على التوطين، على أنها أكدت أخيراً، وفقا لإحدى الصحف، أنها وضعت خطة جديدة بديلة (هذا اعتراف بأنّ الخطة القديمة أياّ كانت قد فشلت) وذلك ابتداء من غرة محرم 1435 لتوظيف المواطنين في مختلف مناطق المملكة، وأضافت أنّ فروع هدف في مختلف مناطق المملكة كانت تستوعب أعداداً ضئيلة من المتقدمين وغير المؤهلين في السنوات الماضية لتوظيفهم في القطاع الخاص حسب مؤهلاتهم باستثناء المناطق المركزية، وإنّ الخطة الجديدة جاءت بعد تجاوب القطاع الخاص بشكل كبير في توطين الوظائف، وهذا حسن وأعني الاهتمام بمناطق المملكة البعيدة عن مراكز المدن الكبرى كجدة والدمام والرياض، ونحن لدينا الآن جامعات في هذه المناطق، والمفروض أن يجد خريجوها أعمالا في نفس منطقة جامعاتهم، لا أن يهاجروا إلى المدن الكبرى المزدحمة بسكانها والتي لا تحتمل المزيد من المهاجرين إليها، وهي عاجزة الآن عن توفير الخدمات الضرورية لكل سكانها، وبنيتها الأساسية لم تكتمل ولن تكتمل في المستقبل القريب، ولكن هل هناك أعمال في هذه المناطق؟ في جيزان هناك مشروع المصفاة ومشروع المدينة الصناعية، وفي الشمال هناك مشروع التعدين وخاصة في الألومنيوم، وفي رابغ هناك المدينة الاقتصادية التي لا أعرف متى تكتمل، وفي الطائف هناك مشروع قيد البحث لإنشاء مدينة لصناعة المعرفة في الطائف وعلى هذا الدرب يجب أن نسير في بقية المناطق، و«هدف»لا تستطيع وحدها حل مشكلة توطين العمالة.