ريم تركماني أكاديمية من أصول سورية متخصصة في الفيزياء الفلكية تعمل في إمبريال كوليدج لندن وهي أيضا باحثة في الجمعية الملكية. كانت ريم إحدى ضيفات ال BBC في برنامج سبعة أيام. وقد أوردت في ثنايا الحلقة مقارنة بين محتوى خطاب قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية ومستوى خطابها باللغة العربية. معتبرة أن هناك تباينا في الخطابين. وقالت إن قناة الجزيرة تحترم المتلقي الغربي، وبالتالي تقدم له خطابا ومضمونا مختلفا عن الخطاب الذي تقدمه للمتلقي العربي. الحقيقة أن هذا الأمر مشهود، ليس من قناة الجزيرة وحدها، ولكنه في حالة قناة الجزيرة من خلال تجربتيها في القناتين الإنجليزيتين العامة وتلك الموجهة إلى أمريكا أكثر وضوحا، إذ إن قناة الجزيرة لا يمكنها أن تتجاوز خطوطا معينة، كما هو حالها في قناتها العربية وفروعها الرديفة التي تأخذ صيغة مباشر من القاهرة أو سواها. موازين قناة الجزيرة التي تصل في خطابها العربي إلى حد الوقاحة، ترسم صورة نمطية للفوضى الإعلامية العربية، إذ لا موازين ولا مقاييس ولا أعراف ولا تقاليد مهنية، بل اجترار واستسهال يعكس صورة نمطية عامة تجاه ""العرب غير المحترمين"". وما حفلات الشتم والركل سوى جزء من مشهد غير شريف أسست له القناة باستبسال. لقد استوردت قناة الجزيرة نظرة بعض متطرفي عرب الشمال الدونية للعرب الآخرين، ثم قامت بتطوير هذه النظرة وتحولت إلى بوصلة يصاغ من خلالها خطاب لا يتسم بالاحترام وإن حاول ارتداء كرافتة الموضوعية. لقد تفننت القناة في صياغة مشاهد جلد الذات العربية، وبدأت السهام ترتد عليها، وأصبحت خسائرها تتزايد، خاصة بعد أن تحولت قناة مباشر إلى مادة للتندر عبر رسائل ال SMS التي فتحتها على مصراعيها في مباشر في ممارسة تستثمر العاطفة في تسويق الشتم والتصفيق بين الطوائف المتناحرة في مصر وسواها. لم يعد يدافع عن القناة سوى أولئك التي راهنت عليهم القناة من أجل أجندة صارت نتائجها إلى انحسار وانكسار دائمين.