سلكت السوق المالية السعودية المسار الأفقي في تداولات شهر تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، حيث أغلق مؤشرها TASI عند مستوى 7983 نقطة في تداولات العاشر من الشهر نفسه، الذي توقفت معه السوق المالية لإجازة عيد الأضحى المبارك، بعد تذبذب بين مستوى 8018 نقطة ومستوى 7961 نقطة، وكسب المؤشر 28 نقطة خضراء؛ مقارنة بإغلاقه في أيلول (سبتمبر) الماضي عند مستوى 7965 نقطة. وفي تداولات الأسبوع الماضي، تراجع مؤشر السوق المالية المحلية TASI بنسبة 0.4 في المائة على المستوى الأسبوعي بعد إغلاقه عند مستوى 7983 نقطة، مقارنة بإغلاق الأسبوع السابق عند مستوى 8018 نقطة. وجاء تراجع مؤشر السوق المالية TASI في تداولات الأسبوع الماضي متزامنا مع تراجع قيمة التداولات في تشرين الأول (أكتوبر) الجاري إلى 4.3 مليار ريال يوميا، وهو أقل من معدل التداول اليومي لتداولات السوق المحلية لهذا العام البالغ 5.75 مليار ريال يوميا حتى إغلاق أيلول (سبتمبر) الماضي. أما أداء القطاعات في تداولات الأسبوع الماضي، فقد تراجعت جميعها ماعدا قطاعي ""المصارف"" و""البتروكيماويات""، فقطاع المصارف ارتفع مؤشره بنسبة 0.8 في المائة، أما قطاع البتروكيماويات فقد ارتفع مؤشره بنسبة 0.6 في المائة. وقد جاء في مقدمة القطاعات المتراجعة قطاع التجزئة الذي تراجع مؤشره بنسبة 4.1 في المائة، ثم قطاعا ""التأمين"" و""الإعلام"" اللذان تراجعا بنسبة 2.8 في المائة، ثم قطاع التشييد الذي تراجع مؤشره بنسبة 2.4 في المائة، وقطاعا ""الأسمنت"" و""الفنادق"" اللذان تراجعا بنسبة 2.2 في المائة. أما قيمة التداولات الأسبوعية، التي بلغت في تداولات الأسبوع الماضي 21.9 مليار ريال بمعدل تداول يومي 4.4 مليار ريال يوميا؛ فقد شهدت تحولا في توزيعها على قطاعات السوق المحلية، حيث تحولت السيولة من قطاعات المضاربة إلى قطاعات استثمارية آمنة. فقطاع المصارف الذي يحتل 9 في المائة من قيمة التداولات على المستوى السنوي، بلغت حصته من قيمة تداولات الأسبوع الماضي 16 في المائة، وكذلك قطاع البتروكيماويات الذي بلغ معدله السنوي من قيمة تداولات السوق 12.7 في المائة، بلغت حصته من قيمة التداولات في الأسبوع الماضي 18 في المائة. ويأتي هذا الارتفاع في هذين القطاعين القياديين على حساب تراجع السيولة من قطاعات المضاربة، فبالنسبة لقطاع التأمين، الذي يحتل 20.5 في المائة من قيمة التداولات السنوية؛ فقد تراجعت حصته في تداولات الأسبوع الماضي إلى 13.8 في المائة. وكذلك الحال في قطاع التجزئة الذي تراجعت حصته إلى 3.3 في المائة، وقطاع الزراعة الذي تراجعت حصته إلى 6.2 في المائة، وذلك مقارنة بمعدل القطاعات السنوي من قيمة تداولات السوق المالية المحلية. فنيا، لا يزال مؤشر السوق المحلية TASI في وضع إيجابي، بإغلاقه فوق متوسطاته المتحركة الأسية 50 يوما عند مستوى 7900 نقطة، و 200 يوم عند مستوى 7745 نقطة، ولا تزال المتوسطات في وضعها الإيجابي فنيا بإغلاق متوسط 50 يوما فوق متوسط 200 يوم. القراءة الفنية لمؤشر ""الماكد"" تشير إلى توقع استمرار مؤشر السوق TASI في تراجعه بعد مقاومة 8125 نقطة له في نهاية تداولات آب (أغسطس) الماضي، ودخل المؤشر بعدها في مرحلة جني الأرباح التي ختمها في منتصف تداولات أيلول (سبتمبر) الماضي، إلا أنه لا يزال في تراجعاته على الرغم من استمراره الإيجابي بإغلاقه فوق متوسطاته المتحركة الأسية. ويُتوقع في تداولات ما بعد العيد استمرار مؤشر TASI في مسار أفقي حسب معطيات القراءة الفنية لمؤشر ""البولينجر""، أما المسار العام للمؤشر فلا يزال في اتجاهه الصاعد الذي بدأه في نهاية تداولات تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، ولا يزال TASI فوق نقطة دعم خط اتجاهه الصاعد عند مستوى 7800 نقطة، ويدعم هذه التوقعات القراءة الفنية لمؤشري القوة النسبية RSI ومؤشر تدفق السيولة MFI. وتحدد القراءة الفنية لمؤشر ""البولينجر"" الاتجاه القادم لمؤشر السوق، بين نقطة دعم خط ""البولينجر"" عند مستوى 7900 نقطة، التي توافق متوسط السوق المتحرك الأسي لل 50 يوما، وبين مقاومة خط ""البولينجر"" عند مستوى 8070 نقطة، وهي نقطة مقاومة مؤشر TASI في منتصف تداولات أيلول (سبتمبر) الماضي. يُعزز هذا التوقع، تحوّل السيولة نحو قطاعات استثمارية كقطاعي ""المصارف"" و""البتروكيماويات""، اللذين نالا من تداولات الأسبوع الماضي النصيب الأكبر على حساب تراجعات حصص قطاعات المضاربة. وقد لوحظ في تداولات الأسبوع الماضي نجاح نقطة دعم متوسط السوق البسيط لل 50 يوما في دعم المؤشر عند مستوى 7980 نقطة التي أغلق عندها مؤشر TASI في تداولاته الأسبوعية. وما يعزز بقاء مؤشر TASI في إيجابيته الفنية تحسُّن أرباح الشركات المتوقع في الربع الثالث، حيث بدت بوادر هذا التحسن في الشركات التي أفصحت عن نتائجها حتى نهاية تداولات الأسبوع الماضي، وقد غلب على إعلاناتها التطور في الأرباح. وأكد قطاع المصارف الذي أفصحت جميع شركاته عن نتائجها، ذلك التحسن بتحقيق شركات القطاع أكثر من 23 مليار ريال أرباحا في فترة الأشهر التسعة الماضية، بنسبة نمو بلغت 5 في المائة مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي. عالميا قد تعكس أزمة الدَّين الأمريكي التوقعات والقراءات الفنية، لذا على المتداول تحديد نقطة وقف خسارة مناسبة إذا خالفت السوق المالية المحلية التوقعات، ولعل متوسطات السوق المالية المتحركة هي أنسب النقاط لوقف الخسارة.