الامتداد الأفقي في مدننا الرئيسية مخيف، الرياضوجدة والدمام تتوسع من كل الجهات بشكل خطير، مصدر الخطورة هنا متعدد: الحياة في هذه المدن الكبيرة جداً يصبح مزعجاً، وتوفير الخدمات لهذا التمدد يصبح مكلفاً جداً، والقرى والمدن الصغيرة تضمحل بالتدريج في هجرة إلى المدن الكبرى في المملكة.. وهنا ندخل متوالية هندسية صعبة: فالحكومة تضطر لتوفير المزيد من الخدمات والسكن والأنشطة الاقتصادية في المدن لمواجهة هذا الزحف والزحام فيجذب هذا المزيد من المهاجرين إلى المدن مما يعني زيادة الخدمات وفرص التعليم والعمل وأنشطة الشركات في متوالية هندسية تنتهي بتورم المدن بشكل غير صحي أبداً إذا لم يتم تدارك الأمر.. إن مدينة الرياض - على سبيل المثال - من أكبر مدن العالم مساحة على الإطلاق ومعدل النمو السكاني فيها كذلك، ولابد من مواجهة هذا - في الرياض وبقية مدن المملكة الكبرى - بخطة صارمة تقضي بتوفير المزيد من فرص التعليم الجامعي وفرص العمل في المدن الأصغر والقرى، وتشجيع المستثمرين والشركات الوطنية على التواجد في أنحاء المملكة بحوافز، وافتتاح المزيد من فروع الدوائر الحكومية في القرى والمدن الصغيرة، بحيث يعمل كل ذلك على توفير فرص عمل لسكان القرى الصغيرة والكبيرة، وتريحهم من مراجعة المدن الرئيسية، وتخفف العبء المروري والخدمي على المدن الكبرى فلا تتواصل أورامها إلى حد الخطر لا قدر الله.. لابد من التنمية المتوازنة في بلد شاسع الأطراف.