انقسم الإعلام المصري إلى قسمين لا ثالث لهما، إلا ما ينقله التلفزيون الرسمي، وهو في الغالب مع من يجلس على الكرسي، بعيدا عن ماهية ذلك الشخص، ومن يكون، ولأي حزب سياسي ينتسب. طبعا، هذا التلفزيون المصري الرسمي لا نعوّل على ما يقول كثيرا، فهو طيلة المد الثوري المصري، مرورا بالفترة التي بين الثورتين، ليس له هوية واضحة، ولا توجه واضح، ولا صورة واضحة، وهو يذكرني كلما شاهدته بالمثل الشعبي: "اللّي تكسب به العب به"، ولهذا فكل ما يبثه الإعلام المصري الرسمي، هو لعب وليس إعلام حقيقي. هذا الإعلام الرسمي المصري، لا لون له ولا طعم ولا رائحة، ولا أدري بأمانة، كيف يعمل العدد الضخم من الموظفين الإعلاميين في مبنى ماسبيرو، دون توجه، ودون منهج إعلامي واضح، كما أنني لا أعلم، كيف يرتضون ذلك لأنفسهم بعيدا عن حجة لقمة العيش، فالإعلام مكان لصناعة الرأي، وتوجيه الفكر، وليس للقمة العيش، مثل أي مهنة عادية أخرى. أعود للقسمين في بداية المقال، وأقول، إن القسم الأول هو ذاك الذي لا يضع الكاميرا إلا على رابعة العدوية وملحقاتها، وهذا القسم لا يهمه الرأي الشعبي الرافض لعودة الإخوان للسلطة، بل ما يهمه هو تأجيج الصراع والانقسام، لأنه هو يعلم أن لا عودة للإخوان. أما القسم الآخر من الإعلام المصري، فهو الإعلام الذي يضع الكاميرا على كل مكان إلا على رابعة العدوية وملحقاتها المكانية والفكرية، وهو إعلام ينحاز بوضوح إلى فكرة الإرادة الشعبية، وما يعجبني في هذا القسم، أنه كان ضد الإخوان حتى وهم في السلطة، وهي عدة قنوات معروفة مثل: أون تي في، وصدى البلد، والمحور، وغيرها من قنوات كان لها خطها الواضح، قبل وبعد الإخوان. السؤال المؤلم، الذي تصعب إجابته هو: إلى أين تذهب مصر الوطن، وهي المُتجاذبة من تيارين إعلاميين، كل منهما يكره الآخر، ويقصيه، ويرميه بزجاج المولوتوف؟ من يملك الإجابة منكم؟