ستشهد العاصمة نقلة حضارية كبرى عند تشغيل "مترو الرياض" الذي يشكل مشروعاً عملاقاً حظي باهتمام كبير سيسهم في إعادة تشكيل خارطة الفرص الاستثمارية وإعادة توزيع مراكز الكثافة السكانية بالعاصمة. هيئة تطوير الرياض صرحت بأن دراسة الجدوى أظهرت أن كل ريال أنفق على المشروع سيحقق عائداً بمعدل ثلاثة أضعاف، وعلى الرغم من أنها لم تحدد المدة التي ستعود فيها الأضعاف الثلاثة لكن التصريح فتح شهية المتابعين لمعرفة المزيد من المعلومات التفصيلية لدراسة الجدوى المتعلقة بعوائد المشروع والفرص الاستثمارية لكن شح المعلومات في هذا الصدد كان واضحا، ولو توفرت المعلومة الكافية لشكلت إضافة مهمة لتوعية رجال الأعمال وتبصيرهم بالفرص الاستثمارية في المشروع وكذلك توعية المواطن بشكل أوسع بأهمية المترو، وضرورة التفاعل معه، فالمشروع سيكرس ثقافة جديدة في المجتمع بل له أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية تلامس مختلف القطاعات وأرى أن مترو الرياض "الحلم" يمكن أن يحقق أهدافه بجدارة إذا استصحب المرئيات التالية: الاستفادة القصوى من خبرة الدول التي سبقتنا في هذا المضمار بعدة عقود وما وصلت إليه من مستوى متقدم، لكي ينطلق مترو الرياض من حيث انتهى الآخرون. إسناد المشروع إلى شركة متخصصة في التسويق لتبحث مع رجال الأعمال والشركات العالمية الفرص الاستثمارية لكل جوانبه. التعريف بالمشروع من خلال برنامج إعلامي شامل يرسم صورة مناسبة تزيل المخاوف وتبعد شبح الصورة السلبية لقطار الرياضالدمام. تزويد المترو ومحطات الانتظار بقناة إذاعية وتلفزيونية متخصصة تبث برامج ترفيهية ورسائل توعوية وإعلانات تجارية. تصميم برامج الأجهزة الذكية بلغات عدة لخدمة المستفيدين من المشروع وتوفير المعلومات والبيانات اللازمة لهم. لا شك أن هذا المشروع العملاق الذي سيرى النور بعد 4 سنوات بطاقة استيعابية تصل إلى 3.6 ملايين راكب بحاجة إلى رؤية إعلامية متكاملة تسهم في إيصال المعلومة لكل سكان الرياض حتى نجني ثمار هذا المنجز الكبير بأيسر الطرق، فماذا فعلت هيئة تطوير مدينة الرياض من أجل ذلك؟