إذا تحدث مذيع الجزيرة فيصل القاسم عن الحرية فقد هم بالسرقة.. هذا رأيي فيه وفي الحريات التي يعزف لها ألحانا خاصة من إلهام رابعة العدوية. ولو كان غيره هو الذي يُصفر في البوق لربما راجعت نفسي ومواقفي، أو على الأقل بحثت له عن عذر. أما وقد عرفناه نافخا في كير الإعلام ومجمعا للحطب ومشعلا له كلما ألمت بأمته محنة فإننا نَحذره على عقولنا كما نَحذر الحرامية على بيوتنا. ولن يسمح له أحد لا في مصر ولا في عالمها العربي، وعيا وترقبا، أن يدس يده إلى جيب الأمة المصرية ليسرق فرحة وأمل ومستقبل أبنائها وبناتها. ولم يعد، بالمناسبة، ذكاؤه وصراخه وغضبه ينطلي على أحد، كما لم تعد تنطلي على أحد هذه الديباجات المُخدِّرة التي ترسل بالأطنان عبر الفضاء الإلكتروني من أصحاب الأجندات الحزبية الضيقة والمطامح الشخصية المفتوحة والمفضوحة على مصاريعها هذه الأيام. وهو، إن لم يكن يعلم، أصبح حضوره الإعلامي مؤذيا بعد أن فقد القدرة أكثر على التحكم بأعصابه وأصبح وجهه مكشوفا للجماهير قبل النخب. وهذه الجماهير، كما هي عادتها مع كل من يخدعها، هي التي تحفر قبره الإعلامي الآن تمهيدا لإعلان إفلاسه ونهايته. وبالتالي عليه أن يفهم أن لغة التحريض على الخليج وتأليب دوله على بعضها، وهي اللغة التي مارسها قبل سنوات لم تعد تنفع الآن مع شعوب هذه الدول ولا شعوب الدول العربية الأخرى، فالأرض اليوم لجيل جديد وللشباب الذين يفهمون تماما الألعاب القذرة ويدركون خطورة اللعب بالنار والعزف على أوتار الحريات الانتقائية، التي تجوز في هذا الوقت هنا ولا تجوز في هذا الوقت هناك.