ذهلت وأنا اُطالع تقريراً في الموقع الإلكتروني لقناة المنار التابعة لحزب الله ينتقد فيه تغطية قناة العربية لأحد تداعيات المشهد السوري على لبنان. ذهلت وأنا اُطالع تقريراً في الموقع الإلكتروني لقناة المنار التابعة لحزب الله ينتقد فيه تغطية قناة العربية لأحد تداعيات المشهد السوري على لبنان. لم أستغرب من النقد، فهو حق طبيعي حتى لو أتى مخالفا للرأي، إلا أن كاتب التقرير لم يجد سلبية ينتقد بها قناة العربية سوى التزامها بقواعد مهنة الإعلام، فأخذ يعيب عليها موضوعيتها في نقل أحداث مسجد بلال بن رباح التابع لجماعة الشيخ أحمد الأسير. بكل تأكيد إذا أردنا تفسير هذا الافتراء؛ فعلينا ربطه بمصداقية التغطية الاحترافية لقناة العربية للحرب الوحشية التي يشنها جيش الأسد على الشعب السوري. بداية لا بد من التنويه بأهم وأول أبجديات العمل الإعلامي وهو المصداقية التي تعد أعز ما تفتخر به أي وسيلة إعلامية. ففي تغطيتها لأحداث مسجد بلال بن رباح التزمت "العربية" بمتطلبات صدقية الخبر فنقلت شهادة جميع عناصر المشهد في صيدا من نواب في البرلمان ورئيس وزراء سابق وصحفيين وسكان. رغم ذلك تجاهل التقرير زخم ومرجعية الشهود، لأن شهادتهم كشفت وجود عناصر أخرى شاركت قوات الجيش في الهجوم على المسجد، ومن أجل ذلك فسر ما نشرته القنوات العربية والأجنبية تواطؤاً مع "العربية"! ولكيلا يطلع علينا أحد المصطفين في الدفاع عن نظام الأسد فيثير الشك في انحياز "العربية" للشعب السوري؛ لا بد من القول إن انحياز أية وسيلة إعلامية لتطلعات أبناء أمتها وخدمة مجتمعها يعد مسؤولية أخلاقية وواجبا وطنيا يشكل دعماً لمصداقيتها، وبالتالي ليس عيباً، بل من الطبيعي أن تتبنى قناة العربية قضية الشعب السوري المظلوم الذي يواجه حرباً طائفية، وليس على المصطفين خلف نظام الأسد إلا أن يخفوا مناظر قتل الأطفال والحرائر وملايين المشردين خارج الحدود وصور الخراب والدمار عن كاميرا "العربية" إذا أرادوا تكذيبها.