قناة المنار التابعة لحزب الله كانت تتمتع بحد ما من المهنية، وهو الحد الذي يمكن أن يتواءم مع طبيعتها الحزبية ومهمتها التعبوية، لم أتخيل في يوم من الأيام أن تتحول المنار الرصينة - نوعا ما - إلى أضحوكة إعلامية مثل قناة دنيا، فإسرائيل توجه ضربة جوية مدمرة لمعسكرات الحرس الجمهوري والقناة تتحدث عن أضرار في مصانع للشاي ومزارع للدجاج!.. وبينما تؤكد التقارير الصحفية سقوط مئات القتلى والمصابين يقدم مراسل قناة المنار في دمشق الحصيلة النهائية للهجوم الإسرائيلي على أنها: (استشهاد عدد من المدنيين والعسكريين ونفوق الدجاج)!. ** كيف غطت قناة المنار العمليات القتالية لحزب الله في القصير؟! .. تذكروا أن الحزب - عبر أكبر مسؤول فيه - أعلن أن عناصره تقاتل في القصير، لذلك يفترض أن التقارير التلفزيونية القادمة من القصير هي المادة الإخبارية الأهم سواء بالنسبة للمشاهدين لقناة المنار أو حتى بالنسبة لمتابعيها حسب الأحداث (مثلي)!. حسنا أبشركم لقد أرسلت قناة المنار مراسلا تلفزيونيا إلى القصير ولكنه لا يأتي بسيرة مقاتلي حزب الله من بعيد أو قريب، حيث ينقل العمليات على طريقة (تقدم الجيش السوري.. استعاد الجيش السوري المنطقة الفلانية أو الطريق الفلاني.. وهكذا)، أين مقاتلو الحزب الذي ذهب هذا المراسل لتغطية عملياتهم؟.. لا تدري، هل أصبح مقاتلو حزب الله فرقة ضمن جيش بشار؟.. لا تدري، والأدهى والأمر أنه رغم وجود هذا المراسل في قلب معارك القصير إلا أنه لا يعتبر نفسه مصدرا موثوقا به، حيث إنه مع كل جملة يردد استدراكات من نوع: (بحسب ما ذكر التلفزيون السوري.. بحسب ما جاء في وكالة الأنباء السورية)!.. لماذا ذهب المراسل التلفزيوني إلى هناك ما دام سينقل أخبار وكالة الأنباء السورية؟.. لا تدري!. ** بإمكان قناة المنار أن تدعي كما تشاء بأن مقاتلي حزب الله يحاربون التكفيريين والتفجيريين والإرهابيين وتنظيم القاعدة، ولكن العاملين في هذه القناة يتذكرون أنهم في يوم من الأيام كانوا يعيدون بث خطب أسامة بن لادن الطويلة في يوم صدورها على شبكة الإنترنت!، باختصار: أحد ما في طهران أعاد توزيع المهمات فتغيرت ترددات القناة!.. يااااه ما أكثر حضور هذا المثل الشعبي في ديار العرب: (طباخ السم يذوقه)!. ** قناة المنار التي سبق وأن عرضت خطبة نصر الله المبتهج بثورة الشعب المصري هي نفسها التي تحولت مع مرور الأيام إلى حربة إعلامية تبشر بقمع الشعب السوري الشقيق الذي ثار ضد طغيان جزار لم يعرف له التاريخ مثيلا، يا للأسف.. وأسف الأسف.. ويا عيب الشوم.. قناة المنار التي كانت في يوم من الأيام عنوانا عريضا لبطولات المقاومة اللبنانية في مواجهة إسرائيل تكاد أن تتحول إلى سطر صغير في هوامش إيران والأسد والشبيحة!.