مشروع إيران الأيدلوجي في منطقتنا قديم قدم الثورة الخمينية التي تحارب أي وجود سني فيها لحد خلو العاصمة طهران من أي مسجد لأهل السنة أ.د. سامي سعيد حبيب - المدينة السعودية يتداول على موقع ( اليوتيوب ) مقاطع فيديو عن جماعات من المسلمين الأفارقة من نيجيريا وغيرها من دول أفريقيا السوداء و هم يلطمون في مسيرات رجالية و نسائية و يهتفون "لبيك يا حسين" بعد أن امتد المشروع الصفوي الأيدلوجي والسياسي من إيران إلى أفريقيا السوداء فشيعهم. وفي ذلك ما فيه من مؤشرات على تحولات إستراتيجية كبرى في مسيرة وعسكرة وتسييس الصراع السني الشيعي ليس فقط في محيطنا المباشر فحسب بل ليطال مناطق جغرافية أوسع بكثير من مجرد الخليج العربي وسوريا ولبنان واليمن إلى مناطق بقيت طوال الدهر بعيداً عن النفوذ الشيعي ، ويحمل الدلائل الدامغة على نية الأطراف الشيعية على عسكرة وتسييس الصراع من خلال شبكة تعاملات اقتصادية مع أفريقيا السوداء ، إضافة إلى المجهودات العسكرية السرية فقد اكتشف الجيش النيجيري مثلاً في 30 مايو 2013 م ترسانة من الأسلحة إيرانية الصنع في مخازن مملوكة لرجل أعمال لبناني في مدينة كانو بشمال نيجيريا في طريقها لحزب الله في لبنان !. هذا عدا أن الحكومة النيجيرية قد اتهمت رسمياً الحكومة الإيرانية بالتجسس على نيجيريا في فبراير من هذا العام. وتمتد تلك الشبكة الداعمة لمجهودات التشيع التي أخذت زخماً خاصاً بعد التدخل العسكري الشيعي المعلن في سوريا الشقيقة من أفريقيا إلى أوربا وأمريكا الجنوبية وشرق آسيا ، و يبقى المجتمع الدولي يعلن عن نيته تسليح الجيش السوري الحر بالأقوال ويخفق في عالم الأفعال فلم نزل نسمع جعجعة و لا نرى طحيناً. ولأن مشروع إيران الأيدلوجي في منطقتنا قديم قدم الثورة الخمينية والجمهورية "الإسلامية" التي تحارب أي وجود سني فيها لحد خلو العاصمة طهران من أي مسجد لأهل السنة، بينما تعج طهران بالمعابد اليهودية مثلاً ، فإن محاولات التشيع السياسي و الأيدلوجي في البيئات المناسبة في أوربا قد بدأت مع بداية التسعينيات من القرن الماضي ، و ذلك بالتواصل مع رئيس البوسنة والهرسك آنذاك علي عزت بيقوفيتش رحمه الله و الذي كان مخدوعاً بادعاءات الشيعة عن الوحدة الإسلامية. كما أن لكل من إيران و ربيبها حزب الله أنشطة في أمريكا الجنوبية مصنفة على أنها أنشطة إرهابية في تلك الدول ففي مايو 2013 م فجر النائب العام الفدرالي للأرجنتين ( البيرتو نيسمان ) مبيناً بأن طهران تقوم بأنشطة تجسسية في بلاده و بقية دول أمريكا اللاتينية المهمة كمثل البرازيل و تشيلي و البرجواي و كولومبيا بهدف القيام بعمليات إرهابية. كما وجه النائب العام البرازيلي ( الكسندر كمانو ) في 2011 م إتهامات مماثلة لإيران لخدمة المشروع الصفوي الإيراني على المستوى العالمي. وليس سراً بأن إيران تتعاون مع "المنبوذة" كوريا الشمالية تقنياً في مجالي تطوير التقنيات النووية والصواريخ البالستية لخدمة مشروعها التوسعي الصفوي. كل تلك الأنشطة السياسية والعسكرية والبذل المالي الإيراني في جميع أرجاء المعمورة لخدمة المشروع الإيراني الصفوي في المنطقة سيكون على المحك في سوريا رغم الدعم الروسي الصيني لمحور إيران-سوريا-حزب الله ، وليت أن جميع دول الجوار العربي وتركيا تنظر لمعارك سوريا الجارية حالياً من هذا المنظور، فيدعموا الجيش الحر بأكثر من الكلمات و المؤتمرات بشكل يرجح كفة الجيش السوري الحر على أنه جيش أهل السنة بالشام و يرخص له الغالي و الرخيص.