بمناسبة تبني مجلس الشورى مقترح تبديل الإجازة إلى يوم الجمعة والسبت بدلاً من الخميس والجمعة أعيد ما قلته سابقاً : أُقدِّس كل تعليمات الإسلام وأوامره وأؤمن بقدسية الإسلام وتعاليمه ، ولكن التعصب الأعمى الذي ليس عليه دليل إنما عادة اعتدناها وألبسناها لبوس الإسلام فأرفضها تماماً ومصلحة الأمة فوق كل اعتبار ومن هذه الأمور اعتياد يوم الخميس إجازة أسبوعية وأن الخميس له ميزة ولا أقول يوم الجمعة لأن يوم الجمعة لا جدال فيه وله خصوصيته وقدسيته ، وهو عيد الأسبوع للمسلمين وله طابعه الديني ، حتى أن له صلاة خاصة فيها خُطبة وواجبة على كل مسلم عاقل راشد غير معذور ، وفيه ساعة استجابة ويحمد فيه الإكثار من الصلاة على الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم وهي مطلوبة في كل زمان ومكان وفيها من الخير والخيرية الكثير . أما الخميس فهو عادة في بلادنا الحبيبة وارتأت حكومتنا الرشيدة ضمه ليوم الجمعة كإجازة أسبوعية لأن من شأن الراحة أنها تُعطي دفعة للعمل والتجديد واليوم مع سهولة الاتصالات ويسرها وارتباط العالم أجمع اقتصادياً ببعضه البعض ، وتأثر الأسواق المحلية بنظيرتها العالمية ، فكأننا نعمل ضمن الإطار المذكور ثلاثة أيام فقط الاثنين والثلاثاء والأربعاء وبقية الأسبوع نبقى على مؤثرات تلك الأيام ، حتى نجدد لقاءنا مع مستجدات الأسواق العالمية مرة أخرى وخاصة في أسواق المال والعملات والسلع التي عليها مزادات ومضاربات ولا نعرف لنا توجهاً ومن جلب المنافع للمسلمين التواصل حتى يقوى اقتصادهم ولا يتزعزع لمجرد تخمينات أو توقعات ، ولهذا حبذا أن تكون الإجازة الأسبوعية الجمعة والسبت ، وبهذا يزداد التواصل يوماً كاملاً خاصة أن إقرار يوم الخميس إجازة لا يعتبر حتى من سد الذرائع ، وليس هناك مانع شرعي نهائياً في إقرار يوم السبت من ضمن الإجازة الأسبوعية ، ولن يؤدي ذلك إلى كفر وعبادة غير الله سبحانه جل في علاه ، ولو كان هناك ضرر ديني لمس من يتطلب عملهم ورديات ويتطلب العمل طوال أيام الأسبوع والبعض منهم لمصلحة العمل ، تكون إجازته يومي السبت والأحد كالنصارى واليهود تماماً ويعملون في عيد المسلمين يوم الجمعة وما ذلك إلا لمصلحة العباد والبلاد واقتصادها ومدخراتها . وقد يقول قائل لماذا لا يُعدلون هم ، أرد قائلاً إذا استغنيت عن مخترعاتهم وقُدت العالم بدلاً منهم واستغنيت عن تطبيبهم والعلاج لديهم ، وأصبحت من يزودهم بالعلوم والمخترعات والسلع وتقوّيت اقتصادياً وعلمياً وعسكرياً وأصبحت لك الاستقلالية الاقتصادية ، وما أعنيه أن تكون مؤثراً وليس مجرد متأثر مقاد ، وكانت لك القيادة فارفض وقتها واملِ رأيك وافرض ما تراه ، أما مع ضعفنا واستضعافنا فلهم القيادة ، ودعونا نتمسك بثوابتنا الحقيقة حتى نقوى وبعدها نسود العالم كما كان أسلافنا ، ونحن من أضعنا مجدنا وأصبح تاريخاً نتغنى به ونحن لا شيء . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه