يبدو أن هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) تمارس على نفسها (ريجيماً) قاسياً، أخشى أن ينتهي بها لإفناء نفسها، لأن أبرز قضية فساد ظاهرة للعيان ولا تحتاج لأدلة بقدر ما تحتاج لمعاينة وتوثيق، وشهودها الشعب السعودي كله، ومع ذلك فيدها مغلولة لا تريد أن تمتد إليها ؟! هل تحتاج هيئة مكافحة الفساد إلى دليل على رداءة مشاريع السفلتة التي تنفذها أمانات وبلديات المملكة التي يعاني منها الجميع بلا استثناء، لكثرة ما فيها من هبوط وانخفاضات وحفر وندوب، لا أعني الطرق القديمة المتهالكة وإنما الجديدة التي لم يمضِ على سفلتتها شهر أو شهران، ومع ذلك تبدو لنا بكل أنواع البشاعة التي لا نراها في شوارع بلد غير شوارعنا! لا أدري لماذا لا تفتح الهيئة تحقيقاً مع أمناء الأمانات، ورؤساء البلديات، ومهندسيهم، الذين وقعوا للمقاولين على صحة تنفيذ مشاريعهم، وعلى المستخلصات التي تفيد أن كل شيء على ما يرام، وما تم إلا الرداءة والقبح بأبشع صورهما! ليس هنالك خبايا تحتاج لبحث واستقصاء، الأدلة مكشوفة تريد فقط لجانا فنية ترصد وتوثق صور الفساد بالصوت والصورة ! لا أدري لماذا لا تفتح الهيئة تحقيقاً مع أمناء الأمانات، ورؤساء البلديات، ومهندسيهم، الذين وقعوا للمقاولين على صحة تنفيذ مشاريعهم، وعلى المستخلصات التي تفيد أن كل شيء على ما يرام، وما تم إلا الرداءة والقبح بأبشع صورهما! الأخطاء هي ذات الأخطاء التي تتكرر مع تنفيذ كل شارع وطريق، والمسئولون عن هذه الرداءة لا يرعوون لأن ما من أحد استوقفهم وحاسبهم، وسكوت الهيئة أشبه بموافقة ضمنية على ما هم فيه؛ لذا يجب على الهيئة أن تكسر ريجيمها القاسي، وتسمي الله وتشرع بمباشرة هذه الوليمة الفاخرة من الفساد وأنا أول الشهود على مهزلة ما يسمى السفلتات الجديدة !