متيقن تماما أن كلا منا يحمل في ذاكرته مشروعا حكوميا أو اثنين أصابهما التعثر دون أسباب واضحة، متأكد أننا نتذكر ضعفها، كان من المفترض أن تفتتح منذ سنوات لولا هبوب رياح "البيروقراطية" العاتية التي أحالتها لمجرد أخبار في الذاكرة أو لقواعد أسمنتية في أفضل الأحوال! متثبت من أن بعض مشاريعنا التي ملأت الدنيا ضجيجا صباح إقرارها، أمست اليوم حبرا على ورق، وفي طريقها لأن تنتقل لمخزن الذكريات ليس إلا!. الزميل الأنيق "ثامر المحيميد"، الذي تضجر كثيرا كما نتضجر من نثر المسؤولين الكثير من الوعود على مسامع المواطنين، ثم للأسف لا يفي بعضهم بوعده، كان قد ابتكر قبل أقل من عامين فكرة رائعة لموقع تفاعلي يتم فيه تسجيل كل الوعود التي تم توثيقها من المسؤولين لانتهاء فترة مشاريعهم، أطلق عليه اسم "بورصة الوعود السعودية"، حيث يقول عنه: "قررت المضي بإنشاء هذا الموقع الذي يقوم برصد أي وعد لأي وزير أو مسؤول سعودي في أي وسيلة إعلام موثوقة، ثم وضع عداد لهذا الوعد حتى التاريخ الذي حدده المسؤول وعند عدم الوفاء فإن العداد يبدأ في العد من جديد لاحتساب كم مضى من الوقت على عدم إنجاز هذا الوعد، وعند الإنجاز يتوقف العداد". عامان فقط أو أقل كانت كافية لأن يرصد فريق عمل الموقع 30 وعدا لم تنجز، والعدد السابق مؤهل بجدارة للزيادة بالنظر للفترة المتبقية المرصودة، وبما تم فعليا على أرض الواقع، ولذا فإن الزميل "ثامر" يزعم أن موقعه سيكون ذاكرة مشتركة أمام الكم الكبير من الوعود غير المنجزة كما يقول، سيجبر مسؤولا مستعجلا لإعادة حساباته مرارا قبل أن يطلق "وعدا" على سبيل "مسكنات"! ستصبح قائمة الموقع السوداء للمشاريع المتعثرة مزارا يوميا يعوده المواطنون كل صباح!. الموقع يستحق الزيارة وصاحبه يستحق الشكر بحجم المدة التي تعثرت فيها بعض المشاريع المرصودة داخله، الموقع كما يختتم الزميل "ثامر المحيميد" كلمته فيه هو "لا يقيم أداء أحد ولا يعلق على تعثر مشروع.. هو فقط "عداد" ذاكرة لا تنسى كما نسينا كثيرا في السابق هنا ذاكرتنا نحن السعوديين". ختاما، متأكد أن الزميل "ثامر" سيكون مجبرا على مضاعفة فريق عمل الموقع، فالوعود الوهمية تتضاعف هي الأخرى، فتملأ وسائل الإعلام وتزيد من ضجر الناس!.