في الفترة القليلة الماضية بدأنا نسمع كلمة ناشط حقوقي سعودي، وأنا متأكد من أنه لا أحد لديه اعتراض على ذلك، لكن بدأ عدد من يسمي نفسه ناشطا حقوقيا يتزايد وبسرعة لا تتناسب مع هذا المسمى، وكلمة ناشط في الحقوق لا تأتي بين يوم وليلة، وهذا اللقب أصبح صنعة من لا صنعة له، وبعضهم تصرف النظر عنه بمجرد سماعك مطالبه. فمثلا في الغرب هناك مواصفات للناشط الحقوقي أهمها تعمقه في المعنى وخبرته التي تمتد لسنوات، وأهم شيء هو تجرده من حب الشهرة وكذلك دفاعه عن أمور دون النظر عن هوية من يدافع عنه، فالناشط الحقوقي تراه يدافع عن مبادئه ويدافع وينتصر للناس دون النظر لجنسياتهم أو ديانتهم أو أعراقهم، لذلك تجد في أمريكا مثلا أن من يدافع عن حقوق المهاجرين غير الشرعيين هم من نخبة المجتمع الأمريكي بغض النظر عن أصول المهاجر، بمعنى آخر لا يجد الحقوقي فرقا بينه وبين من يدافع عنه، للأسف الشديد عندما يتحدث لدينا من يطلق على نفسه لقب ناشط حقوقي في المملكة فانه يمثل المناطقية والقبلية بكل معنى الكلمة، فمثلا من يدافع عن بعض السجناء تجده يتحدث ويدافع عن سجناء منطقته أو قبيلته. لكن للأسف الشديد عندما يتحدث لدينا من يطلق على نفسه لقب ناشط حقوقي في المملكة فانه يمثل المناطقية والقبلية بكل معنى الكلمة. فمثلا من يدافع عن بعض السجناء تجده يتحدث ويدافع عن سجناء منطقته أو قبيلته، وعند وضع مطالبه تجد أنه يبالغ في الحديث عن مدى الظلم الذي يتعرض له من يدافع عنه, بل إنه يتهم جهات رسمية تتمتع بالشفافية بأمور شبه خيالية خاصة في أسلوب التعامل، وقد سمعت ورأيت مثل غيري بعض الأحاديث التي تم بثها على اليوتيوب بعض النساء اللاتي قمن بالتجمهر في إحدى المناطق بالحديث عن أشياء حدثت لكنها غير قابلة للتصديق, بل نشروا أسماء موظفين دولة قالوا: إنهم أساءوا معاملتهم لكن لم نر شيئا من ذلك، ومن تحدث عنهم بعض النسوة هم أبناء هذا المجتمع، ولا عرف ما الفائدة التي يجنيها رجل الأمن من إساءة التعامل مع أي امرأة، بل تعدى الأمر إلى اتهام بعض رجال الأمن بأمور غير معقولة، وهذا شيء أفقدهن أي نوع من التعاطف والمصداقية، فدولتنا لا يمكن أن تتنازل أو تقبل بهكذا أمور من منسوبيها، والناشط الحقوقي يجب أن يعرف بأن المجتمع لا يقبل أن يخل أحد بالأمن، فالدولة لم تعتقل أي أحد دون مبرر.