في حياة الناس الكثير من الوقائع والأحداث منها بيئية كالعواصف والسيول والانجرافات الأرضية، ومنها ما هو من عمل الإنسان كالحروب والتدمير. وتحتل الواقعة جزءا من ذاكرة الناس، لدرجة أنهم يتذكرون الواقعة بالسنة والشهر. وربما وجدنا أن كارثة ما يذكرها أهل المنطقة التي وقعت فيها، وقد لايتذكرها بدقة من هم بعيدون. وفي تاريخ بلادنا لا يزال الناس يتذكرون سنة الجوع وسنة الرحمة وسنة الغرق وسنة الجراد. ومن لم يتذكرها كل الناس فهي - أي الواقعة - مدونة ضمن مراجع موثقة ومُتاحة للباحث والقارئ والمؤرخ والمُختلف والموافق. عندنا جرت أحداث أستطيع أن أقول عنها إنها اجتماعية أكثر من أيّ شيء آخر. وهو (أي الحدث) لم يؤثر في تشكيلة المجتمع إلا بنسبة عادية . ولم يكن مفصلياً، إما لكونه زامَن أحداثاً مهمة في المنطقة (عاصفة الصحراء عام 91 م).. هذا الحدث هو قيام نسوة بقيادة مركباتهن في الرياض العاصمة، واتخذت السلطات ما عليها فعله، وانتهى الموضوع في يومه . وقد يتفق البعض معي بأن الواقعة جلبت نوعا من (البيوغرافيكال داتا)، وأصبح الموضوع سِيَريّاً، وتعلق بسيرة صاحبته. وقد لا تجدونه من المبالغة والمغالاة أن يوصف فلان الفلاني ب" بنته مع اللي ساقن.. !، أو فلانة الفلانية بأنها "مع اللي ساقن"! ولن أقارنها ب.. سنة الجوع أو سنة الرحمة لأنه لم يمت أحد ولله الحمد..، لكن أقول إن المسألة أخذت مساحة من حديث اللقاءات (المجالس). ولا أري أنها إلى زوال. ويقال إنه في مجلس أهلي يرتاده أهل الحارة، في احدى القرى، حدث أن أحدهم أطلق صوتاً دون قصد أو تعمّد. فلم يجد منجاة من السخرية اليومية إلا الهرب والابتعاد عن قريته . وبعد مرور سنين عشر اشتاق الرجل إلى مسقط رأسه، وتمنى أن يكون القوم قد نسوا "الواقعة"..! فعاد إلى قريته وسأل أول شخص صادفه في طريقه عن منزل أو معلم يستدل به على بيت أحد أقاربه. وكانت إجابة الرجل : هاك الجدار هُدم . سنة ال (...) . فقفل الغريب راجعاً من حيث أتى.