أن نؤمن بأهمية النقد وأنه سبيلنا للنهوض لا يعني أن نمارسه بعين واحدة لا ترينا إلا نصف الحقيقة، ولا أن نجترحه بغوغائية ترينا نصفه الآخر قميئاً مشوهاً، كأولئك الذين مارسوه وهم يناقشون ما نشر عن اعتزام هيئة سياحة دبي بتثقيف السعوديين مرورياً، عقب قضية المتهمين بطمس لوحات سياراتهم في الإمارات، فرحبوا بالخبر وجعلوا منه مناحة لشجب واستنكار وإدانة سياقة السعوديين بلغة نقد سادي مثخن بالتهكم والاستنقاص والتجريح، بما أوحى للقارئ أن السعوديين أسوأ شعوب الأرض في قيادة سياراتهم، وأنهم إذا سافروا إلى دبي عاثوا فيها فساداً، وأحلوا الفوضى محل النظام في شوارعها، وهذا ما لم يقع بالصورة التي حاولوا تهويلها لتبدو كما لو كانت ظاهرة لا تخفى على العيان ! شخصياً - وعلى كثرة ما زرت دبي - لم أشاهد في شوارعها ما يخجلني من أبناء وطني، الذين لا أزكيهم بالمطلق، لكني لن أتهمهم بمجانية لأبرهن على رقيي بانتقاص غيري، شأن من أوقدوا نيران الحملة الشرسة التي استهدفت تشويه سمعة السعوديين مرورياً في عدد من الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي! بشهادة السفير السعودي لبرنامج «يا هلا» فإن عدد المخالفين مرورياً من السعوديين في الإمارات هم 82 مخالفاً فقط من أصل 830000 ألف سائح سعودي زاروا الإمارات خلال عامي 2011 و 2012 وهي نسبة ضئيلة جداً مقارنة بالعدد الضخم للسياح السعوديين، هناك، لن أزعم أننا أفضل الشعوب، لكننا لسنا الأسوأ، ومن المجحف أن تشوه سمعة مئات الآلاف بسبب عدد ضئيل لا يكاد يذكر هل تعلمون يا سادة ما معنى أن تقوم سياحة دبي بتثقيفنا مرورياً ؟! معنى ذلك أن ثمة جريمة عنصرية تستهدف الجنسية السعودية وحامليها، فهل وعى السعوديون المؤيدون للإعلان ذلك؟ وهل علموا بأن سياحة دبي سارعت للتبرؤ مما نسب إليها على لسان أحد مسئوليها في برنامج «ياهلا» بروتانا خليجية ؟! وإذا كنا لا ننازع في أحقية أي دولة باحترام أنظمتها فإن فرض ذلك لا ينبغي أن يكون مستلباً ومهيناً لكرامة الآخرين، والمملكة - مثلاً - حين نبهت القادمين إليها إلى كون الإعدام عقوبة تهريب المخدرات لبلادنا لم تكن العبارة تستهدف جنسية بعينها بقدر ما تستهدف العمل المشين بغض النظر عن جنسية فاعله ! وبشهادة السفير السعودي لبرنامج «يا هلا» فإن عدد المخالفين مرورياً من السعوديين في الإمارات هم 82 مخالفاً فقط من أصل 830000 ألف سائح سعودي زاروا الإمارات خلال عامي 2011 و 2012 وهي نسبة ضئيلة جداً مقارنة بالعدد الضخم للسياح السعوديين، هناك، لن أزعم أننا أفضل الشعوب، لكننا لسنا الأسوأ، ومن المجحف أن تشوه سمعة مئات الآلاف بسبب عدد ضئيل لا يكاد يذكر، وهو ما حدا بالسفير السعودي أن يؤكد أن هناك تضخيما للأمر، وأحسب أن في هذا أبلغ رد على أولئك المتسرعين ببهتان مواطنيهم !