قبل أيام استمعت إلى لقاء تلفزيوني مع أحد المشائخ ممن تبدو عليه سمات التدين تحدث فيه عن الرياضة وتعمق فيها فتناول الأحداث أجاب وعلق دون تهرب، ورغم تحفظي على بعض إجاباته إلا إنني سعدت بما قام به، ليس لأن آراءه ستثري الوسط الرياضي، بل لأنه كسر قاعدة الصمت، بل العداء التي تُجابه به الرياضة من كثير من المفكرين والمثقفين وطلبة العلم والمتدينين عموما لأن الخوض فيها يذهب الهيبة وينقص من القدر (وفق رؤية البعض منهم)، وإن أراد المتابعة فهو يتابع بسرية لئلا يُكشف فيُلام. لا زلت أذكر محاضرة أقامها داعيان فاضلان في نادي الرائد بجهد من العلاقات العامة بالنادي الذي يعمل فيها النشط أحمد العميم، وكيف لقيتا إقبالا كبيرا إلى الدرجة التي امتلأ فيها مدرج النادي الصغير وساحة الملعب، قلت في نفسي: لماذا ظلت المحاضرات محصورة في المساجد ولا يحضرها سوى قلة لا يحتاجونها أصلا؟! توسعت أحلامي فأملت أن تقام محاضرات توعوية قصيرة بين أشواط المباريات، وما زلت أنتظر أن تطبق، أو على الأقل أرى المفكرين على كراسي البرامج الحوارية. هروب المثقفين عن العمل في المجال الرياضي قناعة منهم أو خوفا من الجلد بأسواط المجتمع جعل الرياضة تعيش في عزلة، ولذا فإن مشاكلها ظلت بلا علاج، التعصب والقذف وغيرها قضايا تحرق المدرجات ولم أرَ من يخوض فيها سوى أشخاص غير متخصصين يجتهدون في إيجاد الحلول فيصيبون قليلا، ولذا ظلت المشكلات كما هي! لم يكن هذا الأمر موجودا حينما أنشئت الأندية، فقد كانت الثقافة ركيزة أساسية فيه، كانت الأندية تعج باللقاءات، وكانت تحتضن المسرحيات، وتصدر المجلات، وتقوم بأدوار اجتماعية كبيرة، ماتت هذه المناشط بعد وقت، لكن لا زالت محاولات تجري لإحيائها تجري باجتهادات شخصية كما يفعل بعض اللاعبين، الأمر الجميل في الأمر أن الانغلاق بدأ يزول، والقيود أخذت تتكسر، وهذا قد يعيدها كمؤسسات تقوم بدورها التوعوي والترفيهي. تفريغ المناصب القيادية من المتخصصين بسبب إحجامهم هم عن العمل فرغها ليقودها مليئو الجيوب، هذا ما غيب التخطيط للمستقبل، فصار النادي يبحث عن الإنجاز المؤقت، ولذا اشتعل سوق شراء اللاعبين، ثم تدهورت الرياضة، انهدمت البنية الأساسية فلا يمكن تشييد البناء. ألا ترون أنه آن الأوان لأن يرأس الأندية أشخاص متخصصون في علم التخطيط والإدارة وتصرف لهم رواتب مجزية أسوة بموظفي المؤسسات الأخرى؟ إن لم يحدث هذا الأمر فستظل الأندية تدار بعقلية تجارية، وستظل تسير إلى الخلف!! بقايا... * ينتظر الرائد مجد جديد إن استطاع أن يفوز على النصر السبت في مسابقة كأس سمو ولي العهد، وبالتالي لعبه على النهائي. * مبادرة ياسر القحطاني لمحاربة التعصب هي مبادرة مثالية سبقه بها آخرون يستحيل تنفيذها! * إبعاد مدرب الهلال تصحيح لخطأ التعاقد معه، لكن بعد أن طارت الطيور بأرزاقها سوابق مماثلة!! * اختفاء المناشط الترفيهية في الأندية بذر داخلها الكآبة فنبت التعصب! * الإعلام شريك رئيس في الرياضة، فهو يبني أو يخرب، ولذا من الأولى حسن اختيار قياداته.