(1) هل المدينة العربية مدنيّة ؟ هل هي تنتمي للمدن الحديثة أم أنها عشيرة استبدلت خيمة الوبر بخيمة الاسمنت؟ عندما تشكلت المدن العربية الحديثة .. هل تشكلت معها أخلاق المدينة وقوانينها أم أنها جلبت معها أخلاق الصحراء وقوانينها وطباعها ؟! هل الصحراء نقيض المدينة .. أم أن النقيض هو القريّة ، والصحراء حالة ثالثة تمثّل البدائية الأولى ؟ في الصحراء / في القريّة : أنت جزء من جماعة . في المدينة : أنت فرد مستقل . هل تشعر باستقلاليتك ؟ المدينة العربية - في الغالب - لم تعد تلك القرية ولم تصل إلى أن تكون تلك المدينة الحديثة التي تصنع علاقاتها ، ومؤسساتها المدنية ، وإنسانها الحر المستقل بذاته .. ما تزال مدينة يحكمها شيخ عشيرة . (2) المدينة العربية بشكلها التقليدي تتشكل حول المسجد. المسجد / الجامع / كدار عبادة ودار معرفة يرتاده العلماء وطلبة العلم ، هو نواة المدينة ومركزها ، وحول المسجد يتشكل ( السوق ) بقوته الاقتصادية وحرية البيع والشراء فيه ، وحول هذه الدائرة تمتد المدينة. الآن .. مركز الشرطة هو نواة المدينة ! (3) المدينة : بناء ... وهدم للقرية والصحراء ! (4) في القرية : أنت لست سوى جزء من جماعة . في المدينة : أنت فرد حر ، وجزء ينتمي إلى جماعات مختلفة شكّلتها المدينة . هل تمنحك المدينة العربية هذه الحرية وهذه الانتماءات الفكرية المختلفة؟ القرية : ثبات . المدينة : حراك . هل تشعر في المدينة العربية بأي حراك أو تغيير أو ابتكار جديد ؟ القرية : حكاية شعبية خرافية . المدينة : رواية حديثة . في المدينة العربية ما نزال نردد الحكايات الخرافيّة .. ونصدقها! (5) يقول جبرا : ليست المدينة العربية إلا قرية كبيرة !!