حاولت من خلال موقع (الأممالمتحدة) معرفة شعار اليوم العالمي لمحاربة الفساد 2012م والذي يصادف اليوم 9 ديسمبر ولم أفلح، فقط كان هناك شعار يوم 2011م الذي يقول (كافح الفساد)! أعتقد أننا لن نجد أفضل من (العبارة السابقة) خصوصاً أننا حديثو عهد (بالاحتفال) مع دول العالم بهذه المناسبة، حيث ينتظر أن يخاطب رئيس (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد) الصحفيين (صباح هذا اليوم) في جامعة الملك سعود. وأظن اختيار الجامعة في مثل هذا اليوم (كمنبر) للحديث مع الصحافة أمر في (غاية الذكاء والأهمية)، لأن الأجيال الشابة ينتظر منها الكثير في طريق كشف ومكافحة الفساد، وسماع صوت رئيس الهيئة في (معقل مهم) من معاقل العلم له دلالاته الإيجابية! الأستاذ محمد بن عبدالله الشريف (شخصية جاذبة)، وقد كان لي تجربة سابقة في مكتبه عندما حاول بعض الموظفين (تصريفي) بدبلوماسية لوجود اجتماعات وحدوث (خطأ) في فهم الموعد، إلا أن إصراري على مقابلته تحقق (بكرم منه) ليترك لدي انطباعاً بأن باب مكافحة الفساد (مفتوح) للجميع، لا شك أن الحديث معه (مغري) لأي صحفي أو إعلامي يحاول اقتناص أو إخراج معلومات حول حجم الفساد أو أشكاله، إلا أن هدوءه أثناء الحديث مع الإعلاميين والصحفيين (قاتل) لأن (الرجل) متأن في أخراج الكلمات الموزونة مما يفوت علينا (معشر الإعلاميين) فرصة الحصول على أكثر مما يريد توضيحه! طبعاً (الإثارة) في طرح القضايا وكشفها (للرأي العام) مطلب لكل (وسيلة إعلامية) لتحقيق التميز، ولكن ما يحدث مع (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد) عند فتح (ملفات فساد) وإيقاف ممارسات تضر بالمال العام مغاير لذلك، حيث إن ما يصدر من (الهيئة) للإعلام لا يشبع (رغبات الإعلاميين) في كشف التفاصيل، ونحن نتفهم -بلا شك- (أهمية) هذا الاتزان في التعاطي مع الأمر بعيداً عن (الإعلام وإثارته). إن احتفالنا مع بقية دول العالم (باليوم العالمي لمكافحة الفساد) يمثل خطوة هامة لتكريس الوعي لدى أفراد المجتمع وحشد الرأي العام عبر (وسائل الإعلام) و(خطباء المساجد) و(البرامج والمناهج المدرسية) لمساندة جهود (الهيئة) لمحاربة الفساد ومكافحته وتبيان أضراره. إن المرحلة تتطلب انفتاحاً أكبر، وقرباً نحو المجتمع عبر (قنوات التواصل المختلفة). أوليس (المجتمع) هو الأقدر على وضع (أصبع الهيئة) على (الجرح) الذي يؤلمه؟! وعلى دروب الخير نلتقي.