يبدو أن الفساد قد ملأ في العالم البر والبحر ولولا هذا الجريان العظيم للفساد لما وقف العالم مجتمعا من أجل إيقاف جريانه، فبالأمس القريب (الجمعة التاسع من ديسمبر) كان اليوم العالمي لمكافحة الفساد، وقد اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم كيوم لتذكير العالم بأهمية مكافحة الفساد وكان ذلك في عام 2003 في المؤتمر الذي عقد في المكسيك... وقبل هذا اليوم بأيام قامت منظمة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد بنشر تقرير عن أكثر وأقل الدول فسادا، وهو تقرير يختص بالفساد الإداري والمالي، ومنذ ظهور هذا التقرير وكثير من الدول تحاول تكذيبه أو الطعن في الكيفية التي يتم من خلالها تقييم نسبة الفساد وليس هناك معنى لهذا الاستياء كون المنظمة التي تصدر هذا التقرير هي منظمة مستقلة وغير مرتبطة بأي نظام سياسي وتقدم تقريرها مجانا، وتقرير هذه المنظمة يرتكز في حكمه على نسبة الفساد في القطاع الحكومي. وبهذه المناسبة تحدث رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد بن عبدالله الشريف معطيا أهمية لدور المواطن في مكافحة الفساد، وهي دعوة جيدة من أجل إشراك المواطن في محاربة هذه الآفة ولكن كون المواطن في مستوياته المختلفة لايقدر بمفرده على الكشف، فمن الطبيعي أن يكون الدور مناطا بالصحافة وجمعيات المجتمع المدني فهما الأكثر وصولا وتأثيرا وكشفا. وجميعنا يعلم أن هيئة مكافحة الفساد الوطنية لا يمكنها منفردة محاربة الفساد ما لم تتعاون وتتناغم جميع المؤسسات الرقابية في خلق قنوات توصل بعضها بعضا من أجل المحافظة على المال العام. كما أن الفرق بيننا وبين الآخرين في مكافحة الفساد يعود إلى الآلية في متابعة المفسدين وعدم استعادة الأموال المسروقة من المال العام. وإذ نشكر رئيس الهيئة في إعطاء المواطن دورا لمحاربة الفساد إلا أن استقلالية الهيئة يمنحها فرصة إعادة صياغة القوانين في محاربة الفساد وإيجاد عدالة صارمة في التعامل مع مستويات المفسدين وهي الخطوة الأساس في المكافحة قبل أي شيء آخر، وما لم يستشعر المجتمع بوجود مدانين على أرض الواقع سيظل الحديث عن مكافحة الفساد مجرد شعار، وكلنا يعرف كيف (يفش خلقه بطق الحنك). [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة