ماذا استفاد المجتمع من جمعية حقوق الإنسان ومن هيئة حقوق الإنسان؟ هل أصبحت ثقافة حقوق الإنسان منتشرة في المجتمع؟ هل أصبح كل إنسان على هذه الأرض يعرف ما له وما عليه؟ هل صار المسؤول في المستشفى وبقية الدوائر الحكومية الأخرى مثلا يدرك أنه في خدمة الناس، وصار يخشى من التقصير في خدمتهم؟ هل صار الفرد العادي يتوخى الابتعاد عن استخدام تعبيرات عنصرية أو إساءات شخصية، نتيجة الثقافة الإنسانية التي وفرتها له الجمعية والهيئة؟ أبرز نشاطات الهيئة والجمعية، مع الأسف، تدور في فلك العلاقات العامة والتقرير السنوي العتيد. لكن يبقى صوتها خافتا على صعيد نشر الوعي، وأكاد أقول غائبا. أمس الأحد دخلت في الثانية بعد الظهرعلى موقع الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، لتصفح بعض الموضوعات فيه، ولكنني اكتشفت أن الموقع معطل. وعندما دخلت إلى موقع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وجدت أحد الأخبار التي تتصدر الموقع يتحدث عن محاضرة رئيس الجمعية في 28 ذي الحجة الماضي في جامعة الملك سعود حول نشر ثقافة حقوق الإنسان، والخبر يقول إن المحاضرة تناولت محاور منها: التعريف بدور الجمعية في نشر الثقافة الحقوقية، وأنواع القضايا التي ترد للجمعية، وآليات العمل لكيفية التعامل مع تلك القضايا. نحن لا نتجنى، عندما نقول إن مشروع نشر ثقافة حقوق الإنسان، لا يسير بالشكل الذي يليق بالتوجيه الملكي الكريم بهذا الخصوص. ومن حقنا أن نطالب الهيئة والجمعية بجهد في هذا المجال. الأمر ليس مجرد تقارير إعلامية عن نشر هذه الثقافة، القضية تتعلق بترجمتها إلى مشروع وطني حقيقي ينتشر في كل مكان. قلت السبت الماضي إن لفظ ""حقوق الإنسان"" لا يزال مثيرا للريبة لدى كثيرين، لأن هذه الثقافة لم تنتشر بعد.