الرسام الأميركي جون وايت كومب له لوحة عنوانها "أعتقد أني أحبك" تمثل امرأة تهمس في أذن رجل ربما ب"أعتقد أني أحبك"، بينما يبدو الرجل يفكر بعمق شديد، ربما في هل تحبه أو لا، بينما تمسك هي برأسه بيديها كأنما تريد أن تصل جملتها كاملة قبل أن يبتعد، أو ربما قبل أن تضيع لحظة الاعتراف بالحب بينهما! عدت للوحة هذه بعدما فاجأني قارئ في "تويتر" بسؤال استشارة، ولا أعرف ما الذي دفعه لذلك، لكني سعيدة أنه ظن أنني أهل للاستشارة، يقول القارئ الكريم: "إنه رجل محبوب من زملائه، ومقبول ومضمون، ولديه عمل جيد وطفلان مميزان وزوجة يظن أنها تحب غيره؛ لأنها لا تبدي نحوه عاطفة"! قررت أن أجيبه بما أسعفتني به تجربتي الحياتية، لكن لا أزعم صوابها أو سلامتها، وهي ليست ملزمة له أو لغيره، لكن لعله يجد فيها ما يضيء له طريق الصواب، قلت له بما أجمله هنا وهو الآتي: في الواقع نحن لا نختلف فقط في ملامحنا وشخصياتنا، ولكن أيضاً في طريقتنا في التعبير عن الحب. بعضنا قد لا يعي هذا الاختلاف، أو لا يفهم أن هذا التعبير يعني الحب؛ مما قد يسبب إشكالاً بين الزوجين ويدمر العلاقة بينهما ويولد الشكوك؛ ومن ثم تتحطم العلاقة. في رأيي أن علينا أن نتأمل سلوك شريكنا في العلاقة، ثم نتفهم الطريقة التي جبله الله عليها، وإذا كان لديك اعتراض أو لا تعجبك طريقته فأخبره ليحاول التصرف قدر طاقته، لكن تجنب الضغط عليه، فهو في النهاية يريدك أن تحبه هو. الكثير من التفاهم قد ينقذ علاقاتنا من الفشل، فتش عن طريقتها في التعبير.. عن حبها لك، ربما هي تجد أن الكلمات أقل من أن تعبر لك؛ لذا تجتهد في العناية بأطفالك وبيتك، ولو احتجت لأكثر ستكون هي هناك حيث تحتاج. ثم إن الحب مثل الإيمان يزيد وينقص، وليس نهاية العلاقة أن تشعر أن ثمة من يشغل تفكير نصفك.. النهاية أن تستسلم لذلك. الحب معركة لا يوجد فيها هزيمة ولا استسلام، ربما هدنة.. ربما صمت.. ربما تحتاج أن تغير خططك لتعود وتمتلك مشاعرها من جديد، لكن ما دمت تحبها لا تستسلم. ثم إن كونكما زوجين وبينكما أطفال يستوجب عليكما بمجرد إنجابهم أن توفرا حياة سوية لهم، ولا يمكن أن توجد هذه الحياة بين اثنين يتصارعان وغير قادرين على تحقيق الانسجام بينهما، وأحدهما عنده شك في الآخر! تأكد أنك إذا دخلت بيتك وألقيت نحوها نظرة شك سيفهمها أطفالك، وسيفقدون ثقتهم بالعالم كله، وإذا عنفتها ستصنع في داخلهم عشرات الأقكار التي ستصنع سلوكيات سيئة ومدمرة. وهذا عكس دخولك وأنت هادئ ومتفهم، أو لاعب حب مدافع ومهاجم وحارس أيضاً، فحينها ستصنع مباراتك التي تفوز فيها بحب زوجتك وتميز أطفالك.