و لد عبدالله القصيمي في خب الحلوة غرب مدينة بريدة بالقصيم سنة 1324ه / 1907م وقضى السنتين الأخيرتين يقرأ القرآن مريضاً في مستشفى فلسطينبالقاهرة حيث توفي سنة 1416ه/1996م رحمه الله ، عرفته منذ كنت في السابعة عشرة من العمر حينما قرأت كتابه ( الصراع بين الإسلام و الوثنية ) وهو كتاب بقدر ما أثار ردود فعل معارضي دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأعداءهم في داخل وخارج المملكة بقدر ما ارتفعت مكانته لدى مؤيدي هذه الدعوة ونظمت في مدحه القصائد ، و توالت كتبه الفلسفية الاثنان والعشرون التي أثارت جدلاً واسعاً بين مؤيد له ومعجب به و ناقد و معارض له بل و ساخط عليه حتى بلغ السخط ان اتهمه المتشددون الذين يعادون من يخالف آراءهم بالإلحاد والخروج عن الدين لافتقار المجتمع في تلك الفترة الى ثقافة الاختلاف و ثقافة الحوار وجرت محاولة اغتياله في بلاده و في لبنان وفي مصر و يذكر أنه كان يذهب الى مقهى في القاهرة وتعرف على شاب سعودي وسأله عن سبب مجيئه لمصر فأجابه انه جاء لقتل القصيمي دون أن يعرفه فقال له: و ما هي جائزتك اذا قتلته؟ قال : دخول الجنة. فقال القصيمي: و لماذا يؤثرك من أرسلك على نفسه ويترك الجنة؟ و في اليوم التالي ذهب القصيمي فلم يجد الشاب . أما كتابه الذي أثار جدلاً واسعاً فهو (العرب ظاهرة صوتية) وخلاصته: إن العرب يقفون عند ذكر أمجادهم الماضية دون حراك نحو المستقبل و يتوهمون أنهم يفعلون بينما هم واجمون وأتساءل: هل العرب حقاً ظاهرة صوتية؟؟؟ كما زعم. و يبين فلسفة آرائه الناقدة قائلا : ( إني أنقد لأني أبكي وأتعذب ، لا لأني أكره أو أعادي ، إني أنقد الأنسان لأني أريده أفضل ) هذه العبارة توضح فلسفة القصيمي في نقده الصريح و لكي يزيل الالتباس عما يعنيه بالإله والآلهة فإنه يوضح مقصوده في قوله : ( لدى فريق من القراء التباس أني أعني بالإله و الآلهة إله الكون و خالقه و واهبنا الحياة والخيرات الجمة ، وإنما أعني بذلك الطغاة والأوهام والنظم الاجتماعية و كذلك أعني بالأنبياء والأديان حيثما جاءت في كلامي غير أديان الله و انبيائه هذا تصحيح أسجله على نفسي كاحتياط مبالغ فيه جداً ) . أما كتابه الذي أثار جدلاً واسعاً فهو (العرب ظاهرة صوتية) وخلاصته: إن العرب يقفون عند ذكر أمجادهم الماضية دون حراك نحو المستقبل و يتوهمون أنهم يفعلون بينما هم واجمون وأتساءل: هل العرب حقاً ظاهرة صوتية؟؟؟ كما زعم.