انتشر خبر مطلع هذا الأسبوع بعنوان ( وفاة الطفلة لمى المعذبة على يد والدها " الداعية " ) ، ولاأملك في البداية إلا أن أدعو المولى أن يرحم الطفلة ويلهم ذويها وخصوصاً والدتها الصبر والسلوان ، كما أتمنى أن تحرص الجهات المختصة على فتح تحقيق مع الجهات التي تمت مخاطبتها قبل وفاة الطفلة بثمانية أشهر للتحرك بشأن العنف الذي تتعرض له الفتاة ولم يتم التحرك حتى فارقت لمى الحياة على يد والدها . وقد حرصت الكثير من وسائل الإعلام المحلية على نشر الخبر مع تركيزها على أن يتضمن عنوان الخبر كلمة ( الداعية ) لوصف الوالد القاتل المجرم الذي ينصح الناس ويدعوهم إلى الخير ويسعى إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فمن هو هذا الداعية ؟ وماهي الدروس والمحاضرات التي يقدمها ؟ وماهي سيرته الدعوية ؟ وماهي المؤهلات المطلوب توفرها للمتقدم للحصول على هذا اللقب ؟ للأسف فإن مجتمعنا كثيراً مايحكم على المظاهر بشكل مباشر فما إن يجد أحدهم بثوب قصير ولحية إلا ويحكم عليه مباشرة بأنه داعية أو ملتزم أو طالب علم وهذه قضية تحتاج منا إلى مراجعة مستمرة في المقابل فإن الخطأ قد يرد من أي فرد في أي منصب وبأي هيئة فهل سيقوم إعلامنا بنشر أخطاء الآخرين والتبليغ عن جرائمهم بصفاتهم الشخصية أم بإنتماءاتهم أومناصبهم أو بتياراتهم الفكرية . البعض يعتقد أن من يبدو عليه صفات التدين أو صفات الدعاة يجب أن يكون أكثر حرصا وحذراً في تصرفاته وفي تعاملاته فهو يمثل الدين وهو قدوة للآخرين ونموذج لهم ، وفي رأيي قد يكون هذا الإعتقاد صحيحاً أحياناً غير أنه يحتاج إلى إعادة نظر في بعض الأحيان إذ كثيراً مانجد أن سلوكيات بعض هؤلاء تسير في إتجاه ،وتعاليم الدين في اتجاه آخر .