هل يستطيع فرد واحد من الإخوة الكرام من ناشطي الحقوق أن يذهب غداً إلى شرورة لمقابلة أهالي ضحايا الإرهاب وأن يتلمس هذا العذاب النفسي لأهاليهم ولأطفالهم حين ذهب الأبرياء بلا ذنب؟ النشاط في الحق أن تحافظ على حقوق البريء لا أن تهب للدفاع عن المجرم. حادثة شرورة الحدودية تبرهن لناشطي الحقوق، ذلك الخيط الواصل من الحقيقة التي تهدم (دعية) كل تشدق للاسم الرنان لناشط الحقوق: كل هؤلاء خرجوا من السجن بعد حكاية (المناصحة) التي تحولت بهم إلى مجرد (تحويلة) ذهب ضحاياها الأبرياء وغاص في وحلها أهاليهم وهم اليوم في سرادق العزاء. نحن لا نتعظ من الدرس. حادث شرورة الأخير لا يشبه في التفاصيل سوى حادث مركز الحمراء قبل عامين في شمال منطقة جازان. هم المتظاهرون بالتوبة ذاتهم والخارجون من السجون ذاتها الذين يذهبون لقتل أول مركز أمن أو آخره على الطريق ذاتها. وستبدو من الصعوبة محاكمة عدة أفكار أدت لهذا الخلل المكرر في نسخ متطابقة. هل نذهب بالجدل إلى الأوراق غير المكتملة في ملفات هؤلاء ما بين الادعاء العام وطاولة القضاء حتى حصل الكثير من مثل هذه النماذج في هذه الحوادث على براءة برهنوا في حالات مختلفة أنهم لا يستحقونها؟ هل يشعر الناشط الحقوقي، الآن، أن مفردة – الحقوق– اللاحقة صفة ولقباً قد خذلته في مشاهد متطابقة كي يكون على مستوى ما يدعيه من الحقوق؟ هل يشعر الناشط الحقوقي بالخجل بعد هذه الحوادث لأن نشاطه الحقوقي كان لمصلحة المجرم على حساب البريء؟ نعم أنا مع الحق الكامل للإنسان بما فيها حقوق المجرم. حقه المكفول في المحاكمة وفي العدالة وفي احترام إنسانيته ولكن: أنا ضد أن يكون هذا الحق ضغطاً إعلامياً من أفواه ناشطي الحقوق، ليسقط الضحايا الأبرياء، بعد أول تجربة ونحن لم نتعظ بكثير من التجارب. سؤال الختام لدي هو سؤال البداية: هل يستطيع ناشطو الحقوق أن يذهبوا غداً لخيمة العزاء وهل يستطيع ناشط حقوقي أن يذهب للمشفى المجاور لزيارة المصابين؟ هل يعرف هؤلاء بعد كل هذه الأحداث ماذا تعني مفردة الحقوق؟