نشر في الصحف في الأيام الماضية عن شركة قطرية للإنتاج السينمائي رصدت مبلغ 200 مليون دولار، لإنتاج فيلم عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وسوف يقوم بإخراجه الأمريكي ماري لوزيرن المشهور بإخراج أفلام الحركة مثل "مملكة الخواتم" و"ماتريكس" وغيرهما، وسيكون الفيلم ناطقاً باللغة الإنجليزية للعرض على شاشات الولاياتالمتحدة وبقية دول العالم للتعريف بالسيرة العطرة. وبالتأكيد أنه قرار شجاع، فنحن في حاجة إلى تعريف العالم بسيرة رسولنا الكريم ولكن دون الوصول إلى تنفيذ هذا الفيلم أو هذا الحلم تثور أسئلة كثيرة هي: ما الجهة الشرعية التي ستوافق على إنتاج الفيلم؟ فهناك مخاوف دينية من اصطدام صُناع الفيلم بالفتوى الصادرة عن مجمع البحوث الإسلامية التي تشدد على عدم جواز تجسيد الرسل والأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأعمال الفنية، وذلك لما تحمله هذه الشخصيات من قدسية، ولتفادي ما يمكن أن تحدثه الأعمال الفنية التي تجسد هؤلاء من خلاف ديني أو فتن مذهبية. في الجهة المقابلة قام صُناع الفيلم بتشكيل لجنة شرعية مستقلة على رأسها الدكتور يوسف القرضاوي، للخروج من مأزق فتوى مجمع البحوث الإسلامية، ورغم عقد ورشة عمل دينية للخروج من هذا المأزق فلم تصل الورشة إلى نتائج محددة! جدير بالذكر أن أول فيلم عربي عن الإسلام كان فيلم "ظهور الإسلام" عن كتاب "الوعد الحق" للدكتور طه حسين، وقد تم إنتاجه في 1953، وقد حقق الفيلم نجاحا هائلا ممثلا في ثلاثة ملايين جنيه إيراداً دخلت جيب المنتج إبراهيم عز الدين، وقد اكتفى المنتج بهذا المبلغ وخرج من سوق السينما. وقد دأبت الأفلام والمسلسلات التي أنتجت عن الإسلام والدعوة المحمدية إلى إيجاد راوٍ من خارج الصورة "ساوند أوف" ليتحدث باسم الرسول صلى الله عليه وسلم صائحا: قال ثم يروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم الأحاديث المناسبة لكل موقف.. فهل يلجأ صُناع الفيلم إلى هذا الحل؟ ثم سؤال ضمن أسئلة أخرى مَن الذي سيمثل هذا الفيلم، ممثلون عرب أم أجانب.. ومَن الذي سيكتب السيناريو، وهو أهم جزء في صناعة أي فيلم هل هم عرب أم أجانب؟ وأسئلة أخرى يجب الإجابة عنها قبل إنفاق ال 200 مليون دولار المرصودة.