جاء في الأخبار أن الدكتور ناصر الرشيد تبرع بمبلغ 000ر500ر23 ريال مقابل إنشاء مبنى للنادي الأدبي في حائل، وهذه ليست أول مرة يتبرع فيها الرشيد للأعمال الخيرية، إذ سبق له التبرع ببناء مستشفى، وبناء دار للأيتام في حائل، ولكن التبرع لإنشاء مبنى ناد أدبي له أهميته ومغزاه، فالأوطان لا تبنى بالأسمنت والحجارة، بل بالصروح التعليمية والثقافية والأدبية، ولعلنا مازلنا نذكر أن الجيل الأول من متعلمي المملكة ومثقفيها وأدبائها تعلموا في المدرسة الصولتية في مكة، ودار العلوم الشرعية في المدينة، ومدارس الفلاح في مكةوجدة وكلها مدارس تأسست نتيجة لتبرعات، وخاصة من المرحوم الشيخ محمد على زينل مؤسس مدارس الفلاح، ولم يقتصر فضل زينل على تأسيس المدارس، بل أرسل بعض متخرجيها لإكمال الدراسة في بومباي على حسابه، ورجع هؤلاء المتخرجون وتولوا مناصب قيادية في البلاد ومنهم الرجل العظيم حسين جستنية، ومازالت مدرسة الفلاح قائمة حتى الآن.. ثم أتى جيل تال لزينل وفي مقدمتهم أحمد محمد باخشب باشا وتبرعوا لإنشاء جامعة في جدة هي التي تعرف الآن بجامعة الملك عبدالعزيز، وقد تبرع باخشب لوحده بمبلغ مليون ريال، وهي تساوي الآن مئة مليون ريال.. ثم أتت الأميرة عفت الثنيان وأسست أول مدارس نظامية للبنات وهي دار الحنان، وصرفت عليها في البداية من مالها الخاص، وما كان لهذه المدارس أن تؤسس لولا مركز الأميرة عفت وما صرفته عليها، وقد سار بناتها على أثرها وأسسوا الآن جامعة عفت، وقد قمت أنا ومجموعة من الرجال الكرام منهم عمر العقاد وعبدالله عبدالعزيز السديري وفيصل الشهيل وابراهيم المالك وحسن المشاري وغيرهم مما لا أذكرهم الآن بتأسيس مدارس الرياض الخاصة التي مازالت قائمة حتى الآن، وقد قامت على التبرعات، واستطعنا أن نجمع لها في أول عام مليون ريال، وكان في مقدمة المتبرعين الأمير طلال بن عبد العزيز الذي تبرع في ذلك الوقت بمبلغ خمسين ألف ريال، ثم لا ننسى أهالى الرياض الذين تبرعوا لإنشاء أكبر مكتبة في المملكة هي مكتبة الملك فهد، ويطول الكلام، ولكن يكفي أن أختمه بنفس جملة العنوان: هكذا تبنى الأوطان.