النجاح طريق السعادة ومفترق الطموح النجاحات متعددة والتميز والتفرد يعتبر نجاح وقصة كل ناجح نموذج وعبره لمعرفة التعامل مع العوائق وتحولها لنجاحات و المميزون فقط هم من تجاوزها وجعلوها قصص نجاح كبيرة افادو فيها كل من حولهم وإبطال قصصنا كثر في بلادنا استقبلتني أبيات من الشعر، نقشت على البوابة العريقة لمدرسة الفلاح بالجهة الجنوبية، كانت الأبيات تعبّر عن فرحة أهالي جدة بإنشاء هذه المدرسة، وأنها تعتبر ميلادًا جديدًا لهذه المدينة التي كانت تعتمد على الكتاتيب البسيطة التي لم تكن تعلم.. وإنما تلقّن فقط. تستطيع وأنت تعبر المبنى الجنوبي المخصص للمرحلة الابتدائية حاليًّا أن تشم عبق الحوائط تلك التي لم تعد مجرد ساحة لتعليم الأجيال الجديدة، وإنما كانت معلمًا حضاريًّا على أزمنة سلفت، ورجال بنوا مملكتهم بأنفسهم. تستطيع أن تتخيل الشيخ محمد علي رضا زينل الذي آلمه إهمال الحكومة العثمانية التعليم في البلاد وهو يعمل مع عدد من روّاد التعليم منذ قرن من الزمان. كانت الحوائط مليئة بصور الرواد والمبدعين والأمراء والوزراء الذين دعموا أو علّموا، أو تعلّموا، كأنها تلخص مسيرة وطن وعقل أمة. وجدتني أخاطب زينل المؤسس الذي يطل من خلال الجدران، وهو يقترب مني ليسمعني: هؤلاء أحفادك، يكملون ما بدأت، وينهلون ممّا أعطيت، قد صار منهم الوزراء، والسفراء، والأدباء، والشعراء، فابتسم سيدي، فأنت زرعت، ونحن لما زرعت حاصدون. لم أكد أكمل كلماتي حتى همس أحمد العبادي المسؤول عن مدارس الفلاح في أذني: هذه المؤسسة صنعت الرجال، ووراءها رجل بحجم أمة. غرفة في أحد منازل جدة القديمة استأجرها تاجر لؤلؤ كانت النواة لأول مدرسة نظامية في تاريخ المملكة، كنت أستمع إلى الرواد وهم يملأون الأرض كلامًا عن مدارس الفلاح وما قدمته من عقول مستنيرة، فكم من أديب احتفت المدرسة به معلمًا، وكم من وزير جلس على مقاعدها وبين جدرانها متعلمًا، وكم من رجل ابتعثه مؤسسها الشيخ محمد علي رضا زينل إلى الهند ومصر ليعود إلى البلاد صانعًا للمجد. لم تكن مدرسة الفلاح بجدة الشعلة الوحيدة، إنما كانت هناك الفلاح بمكةودبي والبحرين وحضرموت، تلك الشعل التي أضاءت عقول عدد كبير من الرجال بأماكن مختلفة وأزمنة متصلة. في الأحاديث المختلفة لرجال وعقول المملكة اجتذبني تكرار اسم الفلاح كمكان مشترك تعلّمت فيه الأجيال المختلفة، كنتُ أحس أن وراء تكرار المكان -الذي ما زال حيًّا- قصصًا من النجاح، حملت أوراقي وتوجهت إلى جدة حيث كانت البداية، كان معي زميلي المصور الذي رصد بعينه ما أردت أن أرصده بحروفي. تاجر اللؤلؤ لا نهضة بلا تعليم، ولا تعليم بلا مدرسة، هكذا أيقن تاجر اللؤلؤ الشهير محمد علي رضا زينل ذو العشرين عامًا حين شرع في بناء أول مدرسة نظامية بالمملكة، ولما لم تكن السلطات العثمانية تسمح ببناء المدارس إلاّ بتصريح منها فقد بدأ زينل مدرسته بغرفة في أحد منازل جدة العريقة، كانت تعمل من المغرب إلى العشاء، وقد تكفل تاجر اللؤلؤ ورواد التعليم آنذاك بمهمة أخذ الطلاب وإعادتهم إلى بيوتهم بعد انتهاء الدراسة باعتبار التعليم مهمة سرية حتى سمحت السلطات العثمانية ببناء مدرسة الفلاح، والتي اختار لها زينل مكانها بجدة، ذلك الذي مازال المبنى الجنوبي قائمًا عليه حتى اليوم. تجارة اللؤلؤ وصناعة العقول سألت نفسي وأنا أستمع إلى العبادي: هل هناك علاقة ما بين تجارة اللؤلؤ واكتشاف المواهب وصقلها؟ هل تعلم الرجل من تلك التجارة الرفيعة كيف يكتشف الجميل المخبّأ والدر المكنون؟ كان العرب يشبّهون الجميل بدرة الغواص، تلك التي كانت اكتشافًا رائعًا يصل إليه الغواص بعد طول انتظار، وعميق بحث. زينل متدين يحب الفقراء في الأوراق التي حملها إلى العبادي اشتهر الشيخ محمد على دُرةّ عقد عائلة رضا بأعماله الخيرية الطائلة، فمنذ صغره كان متدينًا محبًّا للفقراء يجوب الشوارع ومعه كيس فيه قروش فضية كان يعطيها للأولاد لتشجيعهم على الذهاب إلى المدرسة، ولقد أراد والده أن يجعل منه تاجرًا كبقية أفراد الأسرة فأرسله في وقت مبكر من حياته إلى الهند لإدارة بعض أعمالهم التجارية هناك، ولكنه لم يألف هذا العمل، فهرب من هناك في باخرة إلى مصر، للالتحاق بالأزهر الشريف، لأنه يريد أن يصبح معلمًا وخطيبًا، وعندما عاد إلى جدة، باع مصوغات زوجته مع ما حصّله من والده من تبرع وأنشأ بذلك مدرسة في جدة سمّاها (الفلاح) ثم أنشأ أخرى في مكةالمكرمة وفي وقت لاحق أقام مدارس عدة في البحرين ودبي وبومباي. وكان يصرف على هذه المدارس بسخاء مما تدّره عليه تجارته في اللؤلؤ من أرباح. كان من أصحاب الغنى والثراء في منطقة الخليج وسخّر هذه الثروة الكبيرة لخدمة المسلمين ومساعدة الفقراء والمحتاجين ونشر التعليم وفتح المدارس، فكان كريمًَا وجوادًا يضرب المثل بكرمه. وكان محمد على تاجرًا نشطًا أمتد بعلاقاته التجارية إلى الهند مركز بيع وتصدير اللؤلؤ إلى أنحاء العالم. ثم افتتح له مكتبًا دائمًا في فرنسا في عام 1920 م يدير من خلاله تجارته في تسويق وبيع اللؤلؤ وكان يقيم شهورًا في فرنسا واشترى بيتًا في شارع الشانزليزيه. ولم يمنعه انشغاله بهذه التجارة من تفقد أعماله الخيرية وزيارة مدارسه، فكان في كل سنة يأتي إلى دبي لزيارة مدرسة الفلاح وتفقد أحوالها وتلبية احتياجاتها. إلى بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث ضعفت حالته المادية بانهيار أسعار اللؤلؤ الطبيعي نتيجة لانتشار اللؤلؤ الصناعي الياباني. ويشير العبادي إلى أن الشيخ صرف على مدرسة الفلاح من حرّ ماله، وجعل التعليم بها مجانيًا. ألحقها بفروع قي مكة 1909م، ثم في البحرين وبومباي ودبي وحضرموت. وتُعرف مدارس الفلاح بأنها من أخرج الجيل الذهبي من أدباء وشعراء ومفكري الحجاز، إضافة إلى كبار تجارها وبيروقراطيها وموظفي الدولة السعودية الأوائل. وإضافة إلى مدارس الفلاح، اهتم الحاج محمد علي بالابتعاث، فابتعث أوائل المتخرجين إلى الهند، وأشرف شخصيًّا على الجانب العملي في ابتعاثهم، وقدّم لهم رواتب مغرية في ذلك الشأن. كان زينل يشتري اللآلئ من مواسم الغوص من الموانئ الخاصة بذلك في البحرين ودبي ثم يصنف هذه اللآلئ بعد ثقبها وصقلها في عقود وحلي وحلقان، وبيعها حسب أصنافها في العواصم العالمية والأوروبية، حيث مكاتبه المنتشرة في لندن وباريس وبومباي، حتى لُقب بملك اللؤلؤ في العالم. رفض إشهار افلاسه في ضوء انهيار تجارة اللؤلؤ العالمية، وأصر على سداد ديونه كامله للبنوك.. فكان علامة غير مسبوقة في تاريخ الاقتصاد العالمي الحديث. كما أقال عثرة مئة من كبار تجار اللؤلؤ الطبيعي وتحمل الخسارة وحده عنهم. يقترض للأرامل والأيتام وبالرغم من خسارته لأكثر من 90% من ثروته، كان يقترض ليستمر في الانفاق على ملاجئ الآرامل والأيتام وتحمل مصاريف التعليم في مدارس الفلاح وطلاب الابتعاث. علاقات وطيدة بملوك الدول: حظي الحاج محمد علي رضا زينل بعلاقات وطيدة جدًا ، مع الزعماء والملوك والقادة.. ابتداء من الشريف حسين ملك الحجاز، والملك عبدالعزيز آل سعود، والملك فاروق ملك مصر، والرئيس جمال عبدالناصر، والملك فيصل الأول ملك العراق، والملك عبدالله ملك الأردن، والملك أمان الله ملك أفغانستان، ثم الملك نادر شاة، وامبراطور إيران رضا بهلوي وسلطان حضرموت القعيطي، والرئيس الهندي أبوالكلام آزاد، والرئيس العراقي عبدالرحمن عارف وكافة أمراء الخليج العربي ابتداء من الجدود إلى الأحفاد، كالشيخ محمد الخليفة، وعبدالله السالم الصباح أمير الكويت، الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الذي استقبله ب 21 طلقة ترحابًا. زعيم شعبي وعائلة عريقة: وتؤكد الأوراق التي تحتفظ بها إدارة المدارس أن عائلة زينل ذات الأصول الهندية احتلت على طول تاريخها في جدة مركزًا تجاريًا واجتماعيًا وسياسًا مرموقًا سواء في العهد العثماني أو الهاشمي، أو السعودي، فقد ولد الحاج محمد علي زينل في مدينة جدة (1889م - 1969م)، وهو تاجر نهضوي وزعيم شعبي من منطقة الحجاز، وعميد بيوتاتها التجارية. فقد كان أخوه «قاسم بن زينل» نائبًا عن مدينة جدة في البرلمان العثماني، وكان عمه «عبدالله بن الرضا» محافظًا لجدة من قبل الشريف حسين، ثم من قبل الملك عبدالعزيز بن سعود، وكان عبدالله هو الذي سعى بالصلح بين الهاشميين والملك عبدالعزيز وسلّم له مفتاح مدينة جدة. وقد كان لعائلة «الرضا» علاقات تاريخية وطيدة بملوك ابن سعود الذين عرفوا فضل هذه العائلة في خدمة البلاد والعباد، فأدنوهم وأعلوا مكانتهم وقلّدوهم أرفع المناصب، ومن عائلتهم من شغل مناصب وزارية وسفراء في السلك الدبلوماسي. ويكشف العبادي عن صور قديمة للمدرسة حرص على إبرازها، كأنه يؤكد بطريقة غير مباشرة أن الأجيال الجديدة بالمدرسة يحرسها ميراث حضاري عريق، يقول: مكتبة الفلاح وفر الشيخ محمد علي رضا زينل لمدرسة الفلاح كامل احتياجاتها من المدرسين والكتب والمصاريف اللازمة. وأغدق عليها من كرمه وفيض سخائه الخيّر المعروف عنه. ولم تعرف المدرسة في عهده أيّ حاجة لغيره. فقد كفاها وأسبغ عليها من عطائه ما مكّنها من أداء رسالتها التعليمية على خير وجه. وكان يهتم بها اهتمامًا بالغًا ويرعاها بعناية فائقة فقد كانت تعيش في قلبه ووجدانه. وكان يأتي لزيارتها بين الفينة والأخرى، فيفرح بقدومه ويستبشر لزيارته. ويخرج الأهالي للترحيب به. ويستقبله الحكام بحفاوة وتقدير بالغ. وتقام له الاحتفالات في المدرسة تعبيرًا عمّا تكنّه الصدور له من حب ومودة، وابتهاجًا بهذه المناسبة التي يشرف فيها المدرسة ليرى بعينه ثمار غرسه، ولم يقتصر سخاؤه على مدرسة الفلاح وحدها. وإنما شمل برعايته المدارس الأخرى الموجودة في الساحة وقتها كالأحمدية والسعادة أيضًا فساهم في تمويلها والصرف عليها. كما وأسس مكتبة ملحقة بالمدرسة تحت اسم «مكتبة الفلاح»، رفدها بأنواع الكتب والمراجع خدمة للعلم والثقافة. ويقارن العبادي بين الصور العتيقة للمدرسة والصورة الحالية مؤكدًا أن المدرسة قد مرّت منذ إنشائها وحتى اليوم بعدة مراحل من التطور والتجديد حتى أصبحت على ما هي عليه الآن بعد تجديد وتوسيع مبانيها، حيث تضم حاليًا المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية.. وقد تخرج من المدرسة عبر السنوات أفواج عديدة من الطلاب منهم الأدباء والعلماء والمفكرون ومنهم من تولى أعلى المراكز والمناصب القيادية في المملكة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-. دعم الملك عبدالعزيز للمدرسة ويضيف العبادي إن الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- حرص على زيارة مدرسة الفلاح عند دخوله جدة لما لها من دور كبير في مجال العلم والمعرفة، وهي من أهم الجوانب التي كانت تهم موحد المملكة لبناء الدولة البناء الذي يخرج بها من حالة التأخر والجهل الذي عاشته قبل التوحيد.. وقد مرّت المدرسة في مرحلة من تاريخها بصعوبات مالية قاسية، وذلك بعد أن عانى مؤسسها من صعوبات في تجارته التي كان ينفق منها على المدرسة.. وعندما علم الملك عبدالعزيز بذلك أمر بفرض رسم جمركي بنسبة 1% على جميع الطرود الواردة إلى موانئ المملكة لتكون حصيلة ذلك لصالح مدارس الفلاح، وعرف ذلك بمشروع القرش.. ويقدر البعض متوسط الوارد لمدارس الفلاح سنويًا بنحو مليون ريال.. واستمر ذلك حتى نهاية عام 1376ه، واستبدلت بمساعدة مالية سنوية تقدمها وزارة المعارف -سابقًا-، ثم احتضنت الوزارة مدارس الفلاح من الناحية المادية كما الناحية التعليمية، وقدمت لها ما ينقصها من مدرسين أكفاء ولوازم أخرى. تغريم والد الطالب ويذكر أحد المعلمين الذين التقيتهم بالمدرسة أن زينل وضع قواعد صارمة لمنع التسرب من التعليم، حيث كان الناس لا يولون اهتمامًا كبيرًا لتعليم أبنائهم.. فقد كانت هذه المدرسة بمثابة «الرصاصة الأولى» التي أطلقت على الأمية في جدة.. وبداية عهد جديد للعلم والمعرفة في هذه المدينة.. ومكانًا يجد فيه أبناء جدة رافدًا حضاريًا متميزًا للعلم بعد «عهد الكتاتيب» التي كانت تعتمد على ملكة الحفظ فقط بالدرجة الأولى. وقد أخبرني أحد المعلمين أن اهتمام مؤسس المدرسة السيد محمد علي زينل -رحمه الله- بالعلم وصل لدرجة لا يمكن أن يتخيّلها أحد. وكان إذا بلغه -وهو في الهند يتابع تجارته- أن أحد طلاب المدرسة قد ترك الدراسة ولم يستكمل جميع المراحل المقررة يتألم كثيرًا .. ويرسل رسالة بخط يده لمدير المدرسة آنذاك يلوم فيها المدير.. ويأمره بالذهاب إلى والد ذلك الطالب ويرجوه إعادة ابنه للمدرسة. وحتى يضع السيد زينل -رحمه الله- حدًا لمثل هذه التسربات، وضع شرطًا جزائيًا يلزم كل أب يخرج ابنه من المدرسة قبل إكمال تعليمه بدفع أربعين جنيهًا عثمانيًا للمدرسة عقابًا له.. كما كانت المدرسة تقدم جوائز نقدية للطلاب المتفوقين شهريًا عبارة عن جنيه ذهب. كما أن المدرسة ساهمت في ابتعاث عدد من طلابها المتفوقين لإكمال دراستهم في مصر والهند. أكثر من 1300طالب وتؤكد الإحصائيات التي أطلعني عليها المسؤولون بالمدرسة أن الفلاح في الوقت الحاضر تضم بمراحلها الثلاث أكثر من 1300طالب.. وقد تم تزويد المدرسة بكل الإمكانات العلمية والتعليمية التي تخدم الطالب وتضم مبانيها المجددة العديد من معامل العلوم والفيزياء والكيمياء والحاسب الآلي واللغة الإنجليزية.. كما أن كل مرحلة دراسية مستقلة عن الأخرى، وفي مبنى مستقل.. وتضم المدرسة مختلف الأنشطة التي يحتاجها الطلاب. مئة معلم ويبلغ عدد المعلمين في المدرسة مئة معلم لجميع المراحل.. بالإضافة إلى عدد من العاملين في الجهاز الإداري، والمشرفين على المكتبة التي تعتبر من أثرى المكتبات على مستوى جدة، حيث تحتوي على أكثر من عشرة آلاف كتاب في مختلف العلوم والفنون.. بالإضافة إلى أكثر من مئة وعشرين مخطوطًا في التراث والعلوم الدينية يعود تاريخها لأكثر من (170) عامًا .. بالإضافة إلى عدد كبير من الكتب المهداة للمدرسة.. أو عملوا فيها على مر السنين منذ إنشائها. ويذكر أن أول مدير تولى مدرسة الفلاح بجدة عند إنشائها هو السيد محمد حامد الحسيني من عام 1324- 1326ه، وجاء بعده السيد إبراهيم مهدي، والذي تدرج في العمل في المدرسة منذ اثنين وثلاثين عامًا مدرسًا ثم وكيلاً ثم مديرًا. المبنى القديم ويمثل المبنى الجنوبي للمدرسة.. وهو النواة الأولى للمدرسة.. وتعلوه عدد من القباب.. وفي القبة الكبرى كانت تقام مراسم تخريج الطلاب.. حيث يتدرج الطالب في التعليم حتى يصل للقبة، ويصبح عندها مكملاً لجميع المراحل الدراسية.. فإذا كان من المتفوقين فإن مؤسس المدرسة السيد محمد علي زينل يحرص على ابتعاثه لإكمال تعليمه في مصر أو الهند.. وقد أرسلت المدرسة عددًا من متفوقيها في بداية عهدها لإكمال دراساتهم. ومن خريجيها أيضًا: الشريف عقيل المساوى، باسم يوسف رجب، حسين السقاف، لطفي المساوى، محمد عيدروس البار، عبدالرحيم باسندوة، هيثم باعشن، عبدالرحمن العتيبي، منصور العنقاوي. ومن فرع مكة: عبد الوهاب آشي، عبدالسلام عمر، عمر عرب، حسين عرب، والمهندس العالي يازاي أمين آغا صاحب مختبرات البحث العالمية، محمد حسن فقي، عميد مهندس شريف إبراهيم حامد سعيد وغيرهم كثير. مدرسة الفلاح في دبي: مدرسة الفلاح إحدى أربع المدارس القديمة في دبي منها: المدرسة السالمية، ومدرسة السعادة، والمدرسة الأحمدية، تأسست في عام 1927 للميلاد في منطقة بر دبي، وكان الحاج محمد علي زينل زار مدينة دبي في وقت سابق على ذلك، ووقف بنفسه على مدى احتياج البلاد لنشر العلم وإنشاء المدارس، لذلك أسَس فرعًا من مدرسته الفلاح في عمارة (1) الشيخ المّر بن حريز والد الشيخة حصة بنت المر. ويقع مكانها حاليًا بجانب مبنى وزارة المالية في بر دبي. وكانت عبارة عن أرض واسعة مسورة بحائط يشغل واجهتها بناء أرضي مستطيل مقسم إلى دكاكين بأبواب وشبابيك كثيرة يستغلّ عمارة للبيع والشراء.