قبل سنتين قالت نوره الفايز، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات، إن رياضة البنات في المدارس سترى (النور) قريبا ولم نر بعد هذا التصريح إلا (ظلاما) دامسا على هذا الطريق، الذي يبدو أن حراسه من المتشددين والرافضين لرياضة البنات قد أطفأوا مصابيحه. فيما يبدو نسيت النائبة الموقرة ما قالته وقتها: «من أن هناك جهوداً حثيثة حالياً لبناء منهج متكامل للرياضة النسائية، ينطلق من إنشاء البنية التحتية لمشروع الرياضة المدرسية، وينتهي بالتوعية الصحية والغذائية، ضمن استراتيجية وطنية للتربية الرياضية للبنين والبنات بالمملكة». وأكثر ما يغيظني، بالمناسبة، كمواطن من تصريحات مسؤولينا (ومسؤولاتنا الآن) الكلام الكبير والموزون والمقفى والمبهر بأطايب من قبيل التوعية والوطنية والاستراتيجية إلى آخره من كلام مجاني يُرسل صباحا ويُبلع مساء. المجتمع يا سيدتي لا يريد استراتيجية ولا تصريحات متوالية عن هذه الخطة الرياضية النسائية العصماء. كل ما يريده مساحات لعب رياضية في مدارس البنات، وبما يتوافق مع رغباتهن وفي حدود الممكن أيضا، حيث نعلم كما تعلمين أن بعض المدارس أصغر من أن تستوعب مثلا ملعبا داخليا لكرة السلة. أي شيء وعلى أية مساحة.. هذا ما نريده للبنات (المحبوسات) في البيوت والممنوعات من ممارسة حق طبيعي تفرضه طبيعة حياتنا وأمراض عصرنا ومتطلباته لبناء الشخصية السوية للبنت والولد. ولذلك نأمل أن تعيدي قراءة تصريحك السابق و(النور القريب) لرياضة البنات واستراتيجيتها ثم تخبرينا أين أصبح هذا الملف؟ ما هو الدرج الذي دخله ولم يخرج؟ هل هو درج الوزارة أم درج آخر بالنيابة عنها وخطفا لقراراتها؟.