كثيرون في أمريكا لا يصدقون أن الرئيس باراك اوباما ليس مسلماً. حتى بعض أنصاره - وخصوصاً من البيض - يعتقدون أنه مسلم، ويرون أن أوباما رئيسٌ جيد رغم أنه مسلم!! آخر هؤلاء كانت المغنية الأمريكية الشهيرة «مادونا» التي تناصر أوباما علناً في كل المناسبات. ولكنها في غمرة حماسها قالت مؤخراً:» لدينا مسلم أسود في البيت الأبيض، إنه يعني أن ثمة أملاً في هذا البلد». ينطبق على «مادونا» المثل القائل: «أراد أن يكحلها فأعماها»، فأقصى ما يتمناه خصوم الرئيس باراك أوباما في حمى الانتخابات الدائرة هذه الأيام أن يأتي شخصٌ من أنصار أاوباما ليقول ان الرجل مسلم. ففي أمريكا «الديموقراطية» أصبحت صفة «المسلم» تهمة، والمسلم أصبح في أذهان الكثيرين مذنباً حتى تثبت براءته. وقد حاول المسكين أوباما مراراً وتكراراً ان يوضح ويؤكد للأمريكيين أنه ليس مسلماً، لكن «التهمة» لازالت تلاحقه..!! ويعتقد واحدٌ من كل ثلاثة أشخاص من المنتمين للحزب الجمهوري أن الرئيس أوباما مسلم! ولا يهم ماذا تعتقد «مادونا»، فهي وإن حاولت تخفيف وقع تصريحها السابق بالقول فيما بعد انها كانت تتهكم على خشبةِ مسرح وأنها تعلم أن أوباما ليس مسلماً وأنه حتى لو كان مسلماً فإن ذلك لا يهم،» ماذا يهم لو كان كذلك؟» حسب قولها، لأن «الرجل الصالح هو الرجل الصالح بغض النظر عن ديانته»؛ رغم ذلك فالفضيحة وقعت ولا تستطيع «مادونا» أن تطمس كلماتها التي تم تسجيلها وتصويرها وبثها عبر ال-»يو تيوب». أقول «فضيحة» وفق المفهوم الأمريكي المعاصر حيث تلعب وسائل الإعلام الدور الأساسي في توجيه و»غسل الأدمغة» على النحو الذي تريده اللوبيات وجماعات الضغط والمصالح السياسية، وإلا فإن «الديانة» في مجتمع ليبرالي علماني منفتح كالولايات المتحدة كان يجب أن تكون خارج المعادلة تماماً عند الحكم على شخصٍ ما. والغريب أنه حتى في الوسائل الإعلامية التي لا تُصنَّف في أمريكا على انها «محافظة» لا يتم توجيه النقد بشكل كافٍ على أساليب بعض الجمهوريين والمحافظين التي تسعى إلى «شيطنة» أوباما من خلال وصفه بأنه «مسلم». المحزن في كل هذا أن ينجح الخصوم والمتربصون بالدين الإسلامي العظيم في رسم هذه الصورة السلبية عن «الإسلام» في أذهان الناس. والمحزن، أكثر من ذلك، أن سلوك بعض المسلمين هو الذي ساعد الخصوم في إنجاح مساعيهم، فصارت مهمتهم سهلة وميسورة.