بعد جرائم القتل المروعة التي راح ضحيتها الكثير من الأطفال على أيدي الخادمات، بات من الملح أن توجد حضانات ترعى أطفال الأمهات العاملات، من غير المعقول أن تهتم المعلمة برعاية أبناء الناس وتترك فلذات كبدها لدى خادمة قد تسيء معاملتهم، وربما عذبتهم بضرب أو تحريق، وربما بقتل كما حدث على أيدي عدد من خادمات جنسيات مختلفة، لعل آخرها حادثة القتل البشعة التي هزت مدينة ينبع الأسبوع الماضي ! ورغم أن هناك من يطالب بوجود حضانة لكل مدرسة لرعاية أبناء المعلمات إلا ان الأولى أن تكون الحضانات في الأحياء لرعاية أبناء العاملات من معلمات وغيرهن، كأبناء الطبيبات والممرضات وموظفات القطاع الخاص، وإذا ما حدث هذا فسيحقق لكل أم عاملة الاطمئنان النفسي الذي سينعكس إيجاباً على عملها وإنتاجيتها . المرض النفسي من الأشياء التي يصعب الكشف عنها لدى الإنسان، والعمالة المنزلية ليست بمنأى عن ذلك، وقد تكون الخادمة أو السائق مصابين دون أن تتنبه الأسرة لما يريبها فيهما، حتى يصل أحدهما لذروة تأزمه بممارسة العنف أو القتل على الأطفال الأبرياء. ومن قريب فحادثة ينبع التي قتلت الخادمةُ طفلة مخدوميها ذات الأعوام الأربعة ليس لها ما يبررها إلا شيء كهذا، وعلميا المريض النفسي أشبه بقنبلة موقوتة قد تنفجر في المصاب بانتحاره أو بنحره لآخرين، وعادة ما يكون الأطفال الرضع هم الهدف الأسهل ! أرجو أن يتعامل مسؤولو وزارة التربية والتعليم مع هذه القضية باهتمام وجدية كافيين، وبحلول سريعة الآن وليس بعد أن يكون أحد أطفالهم هو الضحية ليستشعروا عظم الفاجعة بجد وهو ما لا نرجوه أبدا !