قبل أن أركب مترو دبي لأول مرة أردت شيئاً بارداً أتناوله فصادف أن مررت بقرب محل يبيع سلطة الفواكه الطازجة فأخذت منه علبة وعندما استقر بي المقام في المترو فتحت العلبة وبدأت بتناول الفاكهة الباردة التي كنت في شوق لها فالجو حار جداً في الخارج . وما أن تناولت قطعة منه حتى كانت الموظفة فوق رأسي تطلب مني التوقف فهذا من الممنوعات في المترو . امتثلت لطلبها وأقفلت علبتي . وعندما نزلت من المترو قرأت لوحة الممنوعات والغرامات التي سيضطر المخالف لدفعها ، وتناول الأكل واحد من تلك المخالفات وغرامته 100درهم . ولهذا عندما ركبت المترو بعد عام كان يبدو لي كالجديد . لحسن الصيانة من المؤسسة المعنية والتزام الركاب نظراً لوجود قانون واضح ومعلن لكل المخالفات التي يمكن أن يرتكبها المستفيد من هذه الخدمة . ماذا لو فرض هذا القانون عندنا على كل مخالفة يرتكبها أحدنا في كل مكان ترى هل سنرى ما نراه من قذارة وتشويه في كل مكان عام من قبلنا نحن أبناء الوطن ومن قبل المقيمين من الاخوة العرب وغيرهم. المعاقبة بالغرامة هي التي هذبت غير المهذب في كل مكان في العالم وليس في دبي فحسب .فلو كان الأمر لم يضبط بتلك الإجراءات لكانت رائحة العربات تفوح بروائح شتى سيكون من بينها الوجبات الجاهزة بما فيها من مايونيز وكاتشب وستكون الأوراق وبقايا الأكل ملتصقة بالمقاعد والممرات . لم يصرخ أحد من الناس ويعترض على ذلك والتزم ابن البلد والمقيم بالقانون وكفى الله المؤمنين شر القتال . وكفاهم شر اللطم والندب على قانون ما وضع إلا ليستفيد منه الجميع . ماذا لو فرض هذا القانون عندنا على كل مخالفة يرتكبها أحدنا في كل مكان ترى هل سنرى ما نراه من قذارة وتشويه في كل مكان عام من قبلنا نحن أبناء الوطن ومن قبل المقيمين من الإخوة العرب وغيرهم . المعاقبة بالغرامة هي التي هذبت غير المهذب في كل مكان في العالم وليس في دبي فحسب . فهناك من يدفع غرامة لأنه رمى عقب سيجارة أو ألصق علكاً في مكان ما وهذه هواية غريبة عند كثير من الناس وهناك من يحفر على الطاولة في المطاعم حروف اسمه الأولى أو أي هراء آخر . هناك من يكتب اسمه بالفحم أو الصبغ على المقاعد الحجرية في الكورنيش .. وحدث ولا حرج عن البصق ، ومحلات الخضار التي ترمي بقايا الخس والجرجير قرب صندوق القمامة وليس فيه وإذا تكرم ووضعها في الصندوق فهي بلا كيس مبعثرة لتتعفن وتصدر الروائح الغريبة وكل أولئك الذين يمارسون أسوأ العادات هم أول من يعترض على أي قانون يجعلهم يدفعون وأول من يتحدث عن القذارة في الأماكن العامة . وهؤلاء لا يكويهم إلا جيوبهم حتى يمتنعوا . عندما أقرر مضطرة أن أصلي في أحد المجمعات التجارية أرى عجباً رغم وجود عاملة تنظيف في بعض المصليات إلا أن سلوك بعضهن غريب فهي سترمي بمناديلها قرب (الزبالة ) وليس فيها كالعادة وتعتقد أن الوضوء هو حمام بدون شامبو وما إلى ذلك من تصرفات بغيضة ومسيئة لكل مكان. والمشكلة أننا نريد كل شيء حولنا على ( سنجة عشرة ) ولكن نريد أيضاً أن نمارس حماقاتنا بحرية وقذارتنا بحرية أكبر هذا إذا اعتبروها قذارة أصلاً. وتكتمل دائرة السوء إذا سمعتهم يبدون انزعاجهم من عدم نظافة العمال في الشوارع وغيرها وممارستهم الخاطئة وكأنهم لا يعلمون أن العامل سمعهم ورآهم يضربون بالدف فشاركهم بالرقص مبتهجاً. من يلومه إذاً ؟