استخدام العاطفة من قبل الشخصيات المؤثرة لتجييش العامة يأتي بنتائج عكس ما يراد لها وإن كان الهدف نبيلاً، فالحركات البهلوانية للشيخ المفتي الدكتور الرحّال التويتري لا تنتهي وآخرها دعوة متابعيه في تويتر الجهاد في سبيل الله بعد الفيلم المسيء لرسولنا وحبيبنا عليه أفضل الصلاة والسلام، ضاربًا عرض الحائط بشروط الجهاد وأحكامه المعروفة وأهمها أن يكون الأمر صادرًا من ولي الأمر، أعلى سلطة في البلاد، إلا إذا كان له رأي آخر! ثم جهاد ضد من؟ أميركا الدستور أم أميركا الإعلام؟ إن كانت المطالبة بتجريم الإساءة للدين الإسلامي فأحب أن أذكّر الجميع بأن انكار المحرقة ومعاداة الساميّة جريمتان يعاقب عليهما القانون في 17 دولة ليس من بينها أميركا، ولم يستطع الإعلام الأميركي المسيطَر عليه من قبل اللوبي الصهيوني أن يضيفهما إلى الدستور الذي يقف على مسافة واحدة من جميع الأديان! توقيت ظهور الفيلم مريب جدًا وربما طُعْم رماه صيّاد سمك ماهر ليشعل نار الفتنة في العالم العربي والإسلامي، إضافة إلى أنه صرف الأنظارعن الثورة السورية المجيدة، وسواء كانت مؤامرة أم لا، هل كان من الحكمة سرقة الأضواء من الثوار الأحرار وتسليطها على العنتريات والفرقعات الإعلامية؟ لذلك فنحن أمام معركة مع الإعلام الأميركي وليس دستورها، هذا الإعلام الجبّار يرتعب من اليهود وينافق سعيًا لإرضائهم وعلى استعداد لتدمير سمعة شخصيات سياسية و فنيّة ودينية إن حاولت المساس بهم، لذا كان على الشيخ المفتي الدكتور الرحّال التويتري أن «يركد» قليلاً ويستخدم العقل ويناقش مع متابعيه كيف بأمّة اليهود والتي لا يتجاوز عددها 15 مليون نسمة أن تجبر غالبية الدول الأوروبية على تجريم إنكار المحرقة و معاداة السامية وتثير الرعب في إعلام أقوى دولة في العالم بينما لا تستطيع أمة تعدادها 1.5 مليار نسمة أن تفعل عُشْر ما يفعله اليهود لحماية مجتمعهم وكيانهم، معركتنا الإعلامية مع أميركا طويلة جدًا بحاجة للاعبين جدد أصحاب نفس طويل هدفهم الصالح العام لا الخاص! ما نتفق عليه بأن هذا الفيلم تم انتاجه بهدف الإساءة وما نختلف عليه هو المزايدة في حب رسولنا الكريم فقط لأننا ننقد اسلوبه البهلواني، نحن في أمسّ الحاجة إلى العقل و «الركادة» من قيادات دينية لها رؤى واضحة المعالم تصب في المصالح العامة لا الشخصية، والبعد عن هوس النجومية ونفخ البالونات الإعلامية! وأيضا نتفق بأن الموضوع ليس بريئا تماماً، وليس مجرد حرية رأي فهناك تزاوج عقائدي بين طرفين أحدهما موجود بيننا فواحد هناك «يرفع» والثاني هنا «يكبس» حيث أن أكثر ما يخشاه نجوم الإثارة والكراهية من الجانبين تشجيع التعايش بين الأديان ونبذ خطاب الكراهية لأن في هذا الطريق نهاية لحظوتهم ونجوميتهم بين أقرانهم. ومن زاوية أخرى فتوقيت ظهور الفيلم مريب جدًا وربما طُعْم رماه صيّاد سمك ماهر ليشعل نار الفتنة في العالم العربي والإسلامي، إضافة إلى أنه صرف الأنظارعن الثورة السورية المجيدة، وسواء كانت مؤامرة أم لا، هل كان من الحكمة سرقة الأضواء من الثوار الأحرار وتسليطها على العنتريات والفرقعات الإعلامية؟ تمعّنوا في هذه الأبيات الجميلة لحسّان بن ثابت رضي الله عنه فعسى أن يساعد البعض لأن يركد قليلاً!! هجوتَ مباركاً، براً، حنيفاً أمينَ اللهِ، شيمتهُ الوفاءُ فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ ويمدحهُ، وينصرهُ سواءُ