في أحد الطرق السريعة لفت نظري (سطحة) تنقل على ظهرها مجموعة من سيارات التشليح المتهالكة التي تم إسقاط هويتها، فليس لها اليوم لا مالك ولا لوحة أرقام، نظرت إليها بنظرة الشفقة، كيف كانت وكيف صارت؟ فلقد كانت تعتبر سيارة فارهة وحلم كثير من الشباب. كانت إذا سارت في الشوارع تسير بتغنج يسلب الألباب. كانت الجماهير تتجول بين المعارض لكي تكحل أعينها بجمال تفاصيل هذه السيارات، واليوم وبعد أن دارت عليها الدوائر أجدها محملة على (سطحة) بعضها فوق بعض، والعالم يمر بجوارها دون أي اعتبار لها ولتاريخها، وبعد أن تأملت حالها تذكرت حال مثقفي البلاط في دول الربيع العربي فبعد أن كانوا ينعمون بالشهرة والسطوة، جاء الربيع العربي وحملهم على (السطحة) غير مأسوف عليهم ورماهم في (تشليح) تاريخ العرب، فشكراً للربيع و (هاردلك لبتوع البلاط).