هناك بحوث تخضع لقواعد علمية صارمة وموضوعية، من حيث أساليب البحث ومنهجيته مع توفر الأمانة والنزاهة الفكرية التي تلتزم الجهد والتحليل المنطقي هناك بحوث تخضع لقواعد علمية صارمة وموضوعية، من حيث أساليب البحث ومنهجيته مع توفر الأمانة والنزاهة الفكرية التي تلتزم الجهد والتحليل المنطقي، والتقصي الدقيق والقراءة الناقدة، فقد يكون البحث إلهاماً لفرضية عابرة لا تسترعي انتباه أحد، أو ظاهرة اجتماعية تتميز بخاصية مستترة على الرغم من ملامستها للوعي الجمعي والفضاء العام، وهذا ما قام به الباحث موسى حمزة عسيري حين التقط فكرة من محيطه المعاش وأخضعها لمنظور عقلاني وعيوي ليضيء من خلالها مساحات معرفية مدهشة، حين تتبعها كحركة وإرث من مواريث الشعوب، وقام بتقويم وظيفة كرة القدم وحاكمها برؤية متزنة وواعية، فقد دون الباحث موضوعات بحثه في أكثر من مئة موضوع، ذاكراً أسباب اختياره له حيث يقول:"واقعية الإسلام ومبادئه العامة كدين يعيش حياة الإنسان وواقعه وظروفه، ويتفهم حاجاته ومتطلباته ورغباته من حيث إنه مخلوق تزاوجت فيه العناصر السماوية والأرضية من نفخة روح العلي العظيم إلى ترابية الجسد وطينيته، ولكل من هذين الجانبين تطلعاته وأشواقه وتجاذباته، فمن إشراقة الجانب السماوي إلى رغائب الجانب الأرضي وبينهما يدور فلك الشرع الحكيم، ليحقق لكل جانب حاجته ورغبته فلا رهبانية تلغي الجانب الأرضي ولا شهوانية تصادر الجانب السماوي، فحين يطالبه جانب الروح بالسمو والنبل ورائع الفكر وترفع النظرة، يحثه الجانب الأرضي على شيء من اللهو وقليل من الاسترخاء وبعض من الاستسلام للحياة". وقد فسر الباحث واقعية الإسلام البشرية من حيث تحقيق الرغبات المنسجمة مع الشرع بلا إفراط ولا تفريط، ويسترعيك في البحث أنه لم يغفل صيغة من صيغ أدبيات الدرس عمودية كانت أم أفقية إلا ناقشها بخبرة الباحث حفراً وتأويلاً ومساءلةً واستيعاباً وإبانةً، ضمن أفق اصطباري وذخيرة خصبة وقراءة نسقية تطبيقية، مستندة على المرتكز المعرفي ولغة الحقائق والأحكام القيمية العليا وسيادة الإنصاف والعدل في طرح مجمل الآراء والأفكار المتماثلة والمتعارضة ليفسح لها الطريق والمسارات، عبر قواها التفكيرية ورؤيتها التشخيصية وتمثلاتها الذهنية، ويبقى التساؤل مطروحاً كيف نعمم مثل هذا البحث النادر في حقله المعرفي ومقاصده المحورية؟ لكي لا يتحول كما تحولت كثير من الدراسات إلى ضرب من العدمية واللا جدوى، فلدينا نزعة وتوق متأصل لمجافاة مثل هذه البحوث والقطيعة معها، وهل تتكرم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالاحتفاء بمثل هذا المنجز وتكريم مؤلفه واعتماده كوثيقة ومرجعية موضوعية؟ بعد أن قام نادي أبها الأدبي بطباعته وتقديمه للقارئ.