الذين يختلفون في أنماط الحياة في مجتمعاتهم وأساليب التوجّهات هم غالباً في المجتمعات المتطورة أصحاب وجهات نظر.. لا يفرضونها.. ولا يختلفون مع غيرهم بها.. بالنسبة لمجتمعنا في المملكة هناك مَنْ يريدون مصالح وهم كتّاب في الخارج غير سعوديين، ويريدون مواصلة مهمة مسح الأحذية.. بعض آخر مواطنون فيهم مَنْ خدعته تحركات خطابية فقط في مجتمعات عربية فتصور أن ممارستها يمكن أن تأتي به في موقع قيادي مرموق أو أن يحرص أي مواطن على القيام بمهمة السلام عليه، حيث هو قد نبذ نفسه في الخارج، ومثله عدد ليس بالقليل في نوعية هذا النموذج الذي تورّط بما فعل، ولم يحصل على شيء مما كان يتوقع.. أمر آخر يخص مَنْ مارس خطأ ليس بالسهل في عمله بمجلة محدودة الانتشار فكان طبيعياً أن يتم إبعاده عن العمل الذي لم يستمر فيه إلا عبر زمن قصير بما يعني حتمية أن يدفعه وضعه الشخصي إلى البحث عن عمل آخر، لا أن يعيش في الخارج وفي مدينة أوروبية تزيد تكلفتها اليومية معيشياً بالمئات عن واقع أي دولة عربية، أما السكن فهو مهمة صعبة.. إذاً كيف استطاع هذا الخارج من وظيفته أن يعيش في واقع أوروبي وهو لا يملك إمكانياته؟.. إذاً إلى مَنْ أصبح ينتمي في أفكاره مقابل ما هو عبء عليه في مصروفاته.. سؤال بالطبع سهل الإجابة.. أنماط كثيرة تمارس التمزق في ذاتها وتتصور أن دولة ميزانيات تطويرها تتناول عشرات البلايين وليس هناك اختلاف بأنها ستصعد قريباً إلى مجال التطور الأوروبي، ومع ذلك تأتي سذاجة تصدر من قبل مَنْ هم في الخارج أن اقتحام مصالحها أمر سهل، أما مَنْ هم في الداخل - وهؤلاء لم أتناول تجاوزاتهم فيما سبق - فهم في الواقع ينامون فكرياً.. على واقع غياب عن كل جديد حضاري، ويتصورون أنهم مرجعية الفقه والثقافة بينما هم تلقوا نصيباً محدوداً من المعلومات المبسطة التي تبعدهم عن شمولية وعي أمام شيخ أزهري أو آخر باكستاني أو ثالث اندونيسي.. حتى إن واحداً منهم حصر حق الدخول إلى الجنة بفئة جغرافية واحدة.. البعض منهم لا أتصور كيف تجاوز قيم الدين التي لا تسمح بالافتراء عندما رد ذلك البعض على كتّاب ورؤساء تحرير ممّن كتبوا رافضين أفكار الشيخ العبيكان - وفقه الله - فوجهوا تهماً لا يجوز أن يقولها مسلم فما بالك إذا كان حامل دكتوراه يفترض أن يكون حصل عليها من واقع علم ديني رادع.. أيضاً وصلت السفاهة ببعضهم بتوجيه نداءات إلكترونية يطلبون بها التوقف عن شراء جريدة «الرياض»، ومن ناحية أخرى التوقف عن الإعلان في صفحاتها.. الطريف أن ما حدث بعد ذلك هو ارتفاع التوزيع وارتفاع نسبة الإعلان.. وشاهد هذه الحقيقة هو مقارنة «الرياض» مع الصحف الأخرى..