لكل بداية نهاية. وبداية الثورة السورية لابد أن تنتهي بالنصر، وقد تخفق؛ فالعقل العلمي مفتوح على كل الاحتمالات، ويبدو أن قوى الاستكبار العالمية أرادت المحافظة على عرش آل الأسد لأسباب شتى تقاطعت عندها المصالح لولا أسطورة الشعب السوري المدهش. قانون التاريخ يقوم على التغيير وسورية تغيرت، والتغيير هو ثابت من الثوابت الوجودية. يقول الرب: كل يوم هو في شأن فتبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام. ويقول يزيد في الخلق ما يشاء. ما تختلف به ثورة الشعب السوري العظيم هو أنها عندما تنتصر ستحقق أهدافها دفعة واحدة عكس باقي الثورات التي مازالت تتخبط في مشكلات عويصة؛ لأن انتصار الثورة ليس هو إطاحة بالنظام فقط؛ بل بتحقيق ما جاءت من أجله. العراق الجار عبرة لمن لا يعتبر. مع ذلك فالتاريخ وتدفق الأحداث هو من سيشهد على صحة هذا التحليل من عقمه؟يلعب موقع سورية الاستراتيجي دوراً محورياً في مصير الثورة وهو ما يميزها عن باقي الدول.أستعرض هنا بعضاً من عوامل تعقيد وتأزم الوضع في سورية مثل تحالف التجار الجشعين الخائفين وعلماء السوء وأدعياء من المشايخ والصناعيين مع السلطة، يضاف إلى ذلك مصيبة إيران والقيصر الروسي شركاء سوء وشهداء زور، ويفسر تصلب الموقف الروسي بسبب وجود قواعد عسكرية وأسلحة نووية في سورية، كذلك الحدود مع إسرائيل. إن زوال نظام بشار يعني فتح ملف فلسطين وحزب الله. كذلك يجب الانتباه إلى لعبة توازن الأقطاب من روسياإيران والغرب، وقد تكون عسكرة الثورة ذات حدين. لذا يجب توقع فداحة الإصابات. كذلك عدم وجود انشقاقات على المستوى الدبلوماسي إلى حد الآن. وموقف الشعوب العربية بمشكلاتها الداخلية. مع كل هذه العناصر السلبية والمضادة لاستمرار الثورة، يمكن القول إن الثورة السورية ماضية نحو النصر القريب بإذن الله، وذلك لاعتبار مجموعة من الشروط الموضوعية والذاتية، أهمها: كسر حاجز الخوف، واتساع نطاق الاحتجاجات ليل نهار، ونسبية الدعم الإعلامي الخارجي، والعزلة السياسية لنظام يتهاوى ويترنح، وإضعاف النظام اقتصادياً، وارتفاع عدد المجازر والشهداء، وإلى حد ما الديمقراطية الداخلية للمجلس الوطني السوري، وتعاطف كل شعوب العالم مع الشعب السوري، وانكشاف فزاعة الحرب الطائفية.متى وكيف ستنتصر الثورة السورية؟ إنها تذكر بسد مأرب وجدار يأجوج ومأجوج ينهار في لحظة ويصبح قصصاً للتاريخ كما كان مع سور برلين وهادريان. ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريباً.