منذ اندلاع الثورة السورية المجيدة وقلوب العرب مُعلّقة بعد الله بالجبهة المصرية بعد الثورة، ورغم أنّ الجميع يعرف ظروف الثورة المصرية؛ وحراك القوى المضادة لحرية الشعب المصري، والخلافات بين تيارات الثورة، إلا أنّ وحشية النظام الصهيوني في دمشق التي تجاوزت كل حدود التصوّر، وتغوّل الدعم الإيراني المتنمّر لإرهاب النظام السوري وتخاذل الموقف العربي الرسمي عن الدعم الحقيقي -إلاّ من مناصحة المملكة للنظام السوري والكلمة المشهودة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز-، ومع تلك الفدائية الإيمانية العظيمة للشعب السوري كان هناك أمل ولا يزال بتحرك شعبي مصري على الأقل ردًا على تردد الجامعة العربية لنجدة الشعب السوري وموقف أمينها العام من الثورة السورية في مظاهرة مليونية تكسب بها الثورة قوة لحصانتها أمام المؤامرات، وتقف موقفًا للتاريخ لأجل هذا الشعب الذبيح في شام الله ورسوله. لكننا ندرك الظروف التي يمرّ بها أشقاؤنا ونعذر ونأمل منهم النهوض بهذه اللحظة التاريخية، ولقد رصدنا تضامن شعبنا في مصر مع أشقائه في سوريا كرأي عام، ليس له أيدلوجية إلا رابطة العرب وقبلتهم ومحبتهم للحرية والنصرة، التي عُرف الدم المصري أنه يثور لها، لكن في أعماق الفكر رواية أخرى عن فريق من النخبة الثقافية المصرية لطالما حدّثونا بالمديح للنظام وجبهة الممانعة، وأيدوا إيران وحزبها البائس، وكنّا نقول إنهم معذورون في ذلك الظرف الذي يرون فيه الأمريكيون وتل أبيب؛ ومواقف البعض في الجبهة الأخرى ضد فلسطين، فَأضَلَّتْهُم العاطفة عن التوازن، وضرورة رفض الفريقين والولاء للأمة في قضاياها، ولكن مع الشام كان الوضع مختلف والحجة قائمة والدفاع عن النظام والتلكؤ في نصرة الشعب الذبيح خيبة أمل ظاهرة، وكنّا نرجو أن ينتفض هؤلاء المثقفون مع الشعب السوري، وكنّا نتطلع أن ينتصر موقفهم ويكسبون الجولة مع مخالفيهم في تقييم الدور الإيراني لأجل سوريا. ومع تفجّر نهر الدماء وتحوله لطوفان وخذلان الشعب السوري من كل الأطراف إلا أن طابور المثقفين المصريين المؤيدين لإيران استمروا في ترنحهم وهم وإن كانوا نخبة إلا أنهم انفصلوا عن مصر العروبة وشعبها العظيم وهم الذين غمزوا الثورة السورية بالطائفية التي انتصرت فيها الثورة على مؤامرة النظام بكل اقتدار وعلّمت العالم كيف يكون الفداء حتى بدم الأطفال، وقد عجز العالم عن الإحصاء، فآلة حليف تلك النخبة لم تتوقف عن القتل، ولم يتوقف دعم الحزب البائس وإيران عن المدد العسكري والسياسي، كم خنساء في سوريا ليُصلى صلاة الغائب على الشهداء بدون حصر.. ومع ذلك استمر الصمت المطبق أو التلويح أو التحليل الجامد لأقلام كبيرة ولو كانت تكتب عن نيكاراغوا لما جاز ذلك فكيف وهي تكتب، ومن أين..؟ من مصر، عن شام الحق العظمى. ولن أزيد في نخبة إيران المصرية المؤيدة فالله يُغني الشعب السوري عنهم، ولكن أملنا في شعبنا المصري العظيم بعد الله، فهو جسر القلوب للشام وأهلها، وكل ما ضج في الأزهر الشريف حي على الفلاح قابله صوت الثوار من الجامع الأموي حي على الفداء لنصرة الفلاح، ولستُ أنكر أبدًا مواقف من علماء شريعة ومثقفين من مصر وفنانيها وإعلامييها الشرفاء من كل الاتجاهات وقفوا وقفة كبيرة لإخوانهم في سوريا لكنني أعتب على أحزاب كبرى أولهم اكتفوا ببيان باهت ومتابعة عليلة وقل ما شئت في مرشحين وأحزاب أخرى إلا ما رحم ربي. وإذْ عرّجت على المثقفين المؤيدين لإيران في أرض الكنانة فيجب أن اشهد بكل أمانة أن من سبق له مواقف تضامن مع الحزب البائس في لبنان تأولًا وإيمانًا بأن كل من يقابل العدو الصهيوني يستحق الدعم دون الوقوف على خلفيته وسجله الخطير كأداة للمشروع الطائفي المركزي لإيران وهي مساحة يجوز فيها الاختلاف إذ ذاك والعذر، فالأصل صحة القاعدة في صراعنا مع الكيان الصهيوني قبل انكشاف مواقف حلفائه الذي أعلنتهم تل أبيب، فكان النظام السوري هو الحامي الأمني المجيد؟ لكن من هذه الأصوات من وقف وقفة شهامة وقوية ضد النظام ورفضت تبريرات الحزب البائس ومنهم نوّارة نجم إحدى رموز الثورة المصرية وكذلك تصريح لوالدها الشاعر أحمد نجم قريب من هذا الموقف، ولقد تابعت تغريدات نوّارة وإعلاناتها المتتالية في تويتر التي تؤكد هذا الموقف المساند بقوة للشعب السوري وثورته، فقد أثبتت استقلالية مبادئها وتميزها عن تجار الثقافة الآخرين. أما طليعة الروح ومداد القلب ونُوّار الدروب وحلفاء حرية الشعوب وأنصار العروبة وعمّار الصلوات على الشهداء وقداس الكرامة للحرائر، حملة الأنوار الذين اصطفوا مع الشعب السوري ومع كل شهيد وناصروه وبكوا وبكينا وكبروا وكبّرنا واعتكفنا نندب الحظ وإياهم أنْ لا مجال لنا لنصرة أهلنا إلا في الإعلام الجديد فأشعلوا تويتر والإعلام الجديد وأضحى جسرًا لا يهدأ يُلهم الإعلاميين ويَحشد ذاكرة الشعوب لأجل ثورة الشام العظيم، لا يهدأ قلمهم ولا يسكن نبض قلوبهم إلا بمداد للشام، وصلوات لنصرة الدم الحرام.. إنهم شباب وشابات مصر شركاؤنا في معركة النصرة للثورة السورية الشقيقة لثورة مصر نماذج من بلد النيل.. اسم الله عليهم وربنا يحميهم.. كانوا ولا يزالون معنا من تيارات عدة أرمز لثلاثة أسماء من أصدقائي في تويتر حَسبَهُم أهله شاميون فقالوا نحن مصريون علّمتنا مصر أن نكون حيث يكون السوريون، أولهم الرائع فاروق همّام والرائعة سونيا، والمتولي أحمد، ومعذرة لمن لا أعرف أفرز أسمائهم من تويتر.. كانوا مع الثورة السورية يدًا بيد، وساعدًا بساعد في معركة الإعلام لنصرة ثورة الشام، أحييهم وكل المصريين والمصريات الذين لم أسمهم وأبارك كفاحهم الإعلامي في الإعلام الجديد والتقليدي وبكل الوسائط أينما كانوا، وأقول: هؤلاء أولادك يا مصر، وفي انتظار مليونية الشام من قلب العروبة.. هنا القاهرة.