حين يقول الممثل المصري عمر الشريف إنه ليس خائفاً من الإخوان المسلمين أو مرشحهم للرئاسة محمد مرسي، ويربط المنتج اللبناني محمد ياسين بدء تصوير فيلم "إشاعة واحدة لا تكفي" الذي يقوم الشريف ببطولته بانتهاء الانتخابات المصرية وظهور نتائجها. فذلك يؤكد أن السياسة أخذت مكان الصدارة في المشهد المصري الذي ألفناه صاخبا فنيا لكنه اليوم ما عاد كذلك بعد الثورة التي يبدو أنها لم تنتهِ بعد.. بدليل قرار المحكمة الدستورية العليا منذ أيام الذي قاد كلا من المرشحين الرئاسيين محمد مرسي وأحمد شفيق إلى إلقاء خطب "غير عصماء" كما رأينا وسمعنا عبر الشاشات، خطب في إحداها مرسي ود الجماهير مطلقا الوعود التي تجعل من بلاده جنة لا مثيل لها، وكسّر في الأخرى شفيق قواعد اللغة العربية فجرّ المرفوع والمنصوب والمجرور.. لنكتشف أحد أمرين، فإما أنه لم يعيّن مستشارا لغويا يدربه على اللغة والإلقاء وتلك مشكلة لدى مرشح رئاسي.. أو أن هذا هو مستواه وتلك مصيبة إن استمر تدني المقدرة اللغوية لرئيس محتمل لمصر بكل إرثها اللغوي على هذا المستوى. برغم تلك العثرات وغيرها، ظل الفن يلهث وراء السياسة، وكثير من أخبار أهل الفن صارت مرتبطة بالانتخابات، فالممثل أحمد السقا ينفي ما نسب إليه من دعم أحد المرشَّحَين، لكن أنصار كل منهما يطالبه بتأييد من يدعمونه. أما موقف نيللي كريم من الهجوم على الفنانين بسبب التأييد لمرشح دون غيره فكان قولها إن الثورة لم تندلع لكي نحجر على الآراء، ونفى الفنان كريم عبدالعزيز زيارته للمرشح أحمد شفيق في منزله.. رافضا التصريح باسم الشخص الذي سوف ينتخبه.. فيما قالت عبير صبري إن مصر انقسمت بسبب الانتخابات إلى متدين وغير متدين.. وليبرالي وغير ليبرالي، مبينة أن أمرا كهذا يشكل خطرا على الشعوب. كثيرة هي الأخبار الفنية المتداخلة مع السياسة تأتي من الميدان المصري.. ولا نعرف هل ستعود الأمور إلى سابق عهدها إذا حسمت الانتخابات فيتفرغ الفنانون لأعمالهم، أم أن الحكاية سوف تستمر إذا كان ل"العسكر" رأي آخر يزيد من الجدل والانقسام في الساحة المصرية.