أكد الدكتور عبد المنعم المشاط مدير مركز القاهرة لثقافة الديمقراطية أن احتلال أحمد شفيق للمرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية هو مفاجأة كونه صنيعة النظام السابق وهناك خوف حقيقي من إعادة وصياغة النظام السابق في حال نجاحه. وأكد أن التصويت في الانتخابات الرئاسية لم يتم بناء على الاقتناع ببرامج أو شخصية المرشح وإنما كان نتيجة للتربيطات أو التحالفات الحزبية من جانب الحزب الوطني المنحل من ناحية لمصلحة شفيق، وجماعة الإخوان المسلمين لمصلحة مرسي من ناحية أخرى. وأشار إلى أن هناك محاولة أو مبادرة من جانب مرسي لاستقطاب أبو الفتوح وحمدين ليكونا نائبين للرئيس ومبادرة أخرى لوضع تصور لمجموعة من القضايا الرئيسية التي يمكن أن يتجمع المصريون حولها لمنع عودة النظام القديم، وأهمها ضمانات إقامة دولة ديمقراطية مدنية حديثة والتوافق حول هيئة إعداد الدستور. وأكد أن وصول مرسي لرئاسة الدولة يعني أنه سيكون رئيساً للمصريين وغير خاضع للمرشد العام للإخوان وقد أبدى الإخوان هذا بالفعل في مساعيهم الحالية. فيما أكد الكاتب الصحفي سعود قبيلات أن المفاجأة الحقيقية للانتخابات الرئيسية هي وصول المرشح القومي التقدمي حمدين صباحي إلى المرتبة الثالثة رغم حملات التقليل من فرصة في المنافسة وتخلي الكثير من القوميين واليساريين عنه. وأضاف أن النتيجة وما آلت إليه من انحصارها بين مرسي وشفيق هي نتيجة محبطة وأن برنامجهما غير مجدٍ لتخليص مصر من التبعية للرأسمالية الدولية والليبرالية المتوحشة وليس لديهما أي اعتراض على هذه السياسات، وأيضاً لا يوجد فرق بين المرشحين في التعامل مع إسرائيل وفقاً لاتفاقية كامب ديفيد والتطمينات التي قدمها الاثنان لأمريكا وغيرها بهذا الصدد. وبين أنه يمكن فقط تأييد أحد الطرفين فقط في حال الوصول إلى اتفاقات تضمن التحول إلى وضع ديمقراطي حقيقي مثل الاتفاق على صياغة اللجنة التأسيسية للدستور والتي تمثل فيها القوى السياسية المختلفة وأيضاً إذا تم الاتفاق على برنامج حد أدنى مشترك في المجال الاقتصادي والمجال السياسي ويجب الاهتمام بوضع أسس وضمانات لحياة ديمقراطية مستقرة لمصر مستقبلاً. وأشار إلى أنه لا توجد مشكلة في الدول العربية في التعامل مع أي من المرشحين شفيق أو مرسي ما داما ملتزمين بثوابت النظام السابق نفسها.