التغيير ليس عيباً.. لكنه ليس فرضاً في كل شيء. "خالد عبدالرحمن" كان ولا زال.. يوصف بأنه يمارس "الإنشاد" أكثر من "الغناء"، ويوصف منشد الجهاد والزهد سابقاً "أبو عبدالملك" محسن الدوسري بأنه حالياً "مغني شعبي" رغم أنه اهتم بهندامه حتى كاد يكون عارض أزياء، وزين لحيته حتى أصبحت بقايا..! قدم "خالد عبدالرحمن" و"محمد عبده" أناشيد إسلامية بلا لحية، بينما تحول أبو عبدالملك إلى الغناء بقناعة كما قال على "العربية"، لكنه ليس تحولا إلى استخدام الآلات الموسيقية فقط كما يقول، بل جاء تحولاً جذرياً شمل الاسم والشكل والهندام والألحان ونوعية الكلمات المغناة وخروجٌ من الفردية إلى الفرقة.. فمحسن الدوسري ليس "أبو عبدالملك" الذي كان يخجل من التغني بأشعارٍ شعبية، ويحرص على انتقاء الأشعار، ويرفض الظهور على المسرح إن لم يكن سيغني "لايف" بلا آلات موسيقية، وكان صوته "داعيةً" إلى الزهد والنسك، وكان زاهداً في الظهور الإعلامي، رغم أن وجود "اسمه" كان كفيلاً بملء مقاعد إستاد رياضي بالجماهير. في عام 1418 غدت الساحة الفنية الإسلامية مسرحاً لأشنع حملة تشهير وانتقادات لاذعة وصلت إلى إصدار فتاوى بالتحريم ضد ألبوم نشيد إسلامي، لأن المنشد "محمد المساعد" أدخل "الآهات" الصوتية على إصداره "أشجان"! ورغم موجات التغيير والانسلاخ من "جلدٍ" إلى "جلد"، إلا أن "المساعد" لم يغدُ اليوم إلا كما كان قبل 20 عاماً، لم تتغير "لحيته" المهذبة منذ كان "المنشدون" بلحىً كثة، ولم ينخفض حماسه للأناشيد الإسلامية ولم يقترب بها من ميدان "الغناء"، ولم يتغير منطقه وفكره الذي كان متسامحاً ومتساهلاً في السابق، إلا أنه اليوم أقرب إلى التشدد رغم أنه لم يتغير بل تغير من حوله من أهل النشيد الإسلامي.