أستحلفك بالله أن تستحضر في مخيلتك كل الأسماء التي سأحكي لك عنها اسماً اسماً وحكاية حكاية وجريمة جريمة استرجع قصصهم ثم احكم حكمك. بقيت 3 أشهر وتكمل ابنتي سن السابعة، وعندها سيرفع والدها دعوى حضانة ليأخذها من أحضاني لتكون في بيت غريب عنها وسيدة يجبرها بالضرب أن تناديها باسم يخصني أنا وحدي، فأنا من حملت بها، وأنا من اختلط دمي بدمها، وأنا من أنجبتها وأرضعتها، وأنا التي شاهدتها تكبر أمام عيني، سيأخذها لتعيش معه ومع زوجته الجديدة ومع ابن مُتَبَنَّى ليس بأخ لها. أعرف عن ابنتي كل شيء، ماذا تحب وماذا تكره، وأي لون ترغب في لبسه، وبأي كيفية تنام، أعرف متى تحزن ومتى تفرح ومتى تبكي، أعرف متى تمرض وماذا يؤلمها من نظرة عينيها، أعرف متى تحتاج حضني الدافئ من دون أن تطلب. منذ شهورها الأولى تمزَّقت رضيعتي بيني وبين والدها، وكان له حق رؤيتها كل أسبوع بواقع أربع ساعات، كانت تعود إليَّ وأتسلمها في مركز الشرطة وهي في حال سيئة، كنت أتحسس رأسها وأتلمّس جسدها، وبالطبع لا أتمكن من الكشف على كل جسدها لأعرف هل حصلت على الاهتمام المطلوب، وفور عودتي إلى المنزل أقوم بتغيير ملابسها المتسخة في الساعات الأربع، وكنت أجد آثار التهابات شديدة وتسلخات، ولديّ تقرير طبي يثبت ذلك أثار غضب الطبيبة وزميلتها اللتين كشفتا عليها وانتابتهما كما انتابتني شكوك كثيرة. هرعت مرات عدة للشرطة لأثبت الضرر الجسدي الذي كان لا يخلو من كدمات وجروح وتهتكات بسيطة هنا وهناك، ست سنوات وأنا أموت ألف مرة ومرة عندما تبعد عن عيني، وأظل أدعو الله أن تعود إليَّ سالمة وسعيدة. أرجوك يا فضيلة القاضي قبل أن تحكم له بالحضانة تذكّر كل شكاوى والدة غصون ورهف وأريج وشرعا وبلقيس وأحمد الغامدي... تذكر كلمات أمهاتهم... تذكر أن الشكاوى متكررة بحذافيرها مع اختلاف طريقة التعذيب، تذكر أن الأمهات «الملتاعات» لجأن إليك أو إلى غيرك ولم تتمكنوا من سماع صرخاتهن. ولم تمكّنوهن من إنقاذ «ضناهن». قضت غصون تحت التعذيب المكثف من والدها (حاضنها) وزوجته، مات أحمد ضرباً وخنقاً وألقت زوجة والده جثته في عمارة مهجورة وخرجت القاتلة تبحث عنه. الضحايا يا فضيلة القاضي يجمعهم شيء واحد فقط، أم مطلقة وأب يرغب في الانتقام وزوجة أب تساعده، هل سمعت عن أم عذّبت أطفالها؟ هل ضمن الضحايا طفلة قتلتها والدتها؟ أليست هي أحق بها مادامت لم تتزوج؟ مازلتم تمنحون الحضانة للأب... ومازلتم تتغاضون عن المؤشرات الأولى للعنف... ومازلتم لا تسمعون أصواتنا! «رسالة يائسة وصلتني وكتبتها بحروفي ومشاعرها».