الطائف – الوئام – أشواق الطويرقي : لم تفق والدة الطفل المغدور”أحمد الغامدي” من آثار صدمة اغتيال ابنها الشنيع على يد زوجة أبيه التي اغتالت براءته بأقسى جرائم القتل بشاعة وجبناً حتى تلقت صدمة أخرى من طليقها الذي قام بنقل ابنتها “ريتاج” إلى مدينة الباحة في إصرار منه على الانتقام منها بحرمانها من ابنتها الوحيدة وإشعال نيران الحسرة والألم في فؤادها المحترق على فراق فلذة كبدها التي كانت تحلم بأن يطرق بابها هو وشقيقته ذات يوم بعد أن يشتد عوده ويغدو رجلاً يملك قرار نفسه.. وساعتها كانت ستسمع منه كلمة “أمي” تلك الكلمة التي تشبع غريزة جميع الأمهات حين يسمعنها من أطفالهن، فكيف لو كان هذا الابن هو الرجل الذي ترجوه من رب العزة لتعتز به وتتحامى فيه بعد الله من نوبات الزمان، وغدر الإنسان. فقد ذكرت “أمل البارقي” بأن طليقها قد بعث إليها برسالة نصية على جوالها مساء يوم الخميس بعد اعتراف زوجته بقتل “أحمد” بالتحقيق يشكو من سوء حالته النفسية، مطالباً إياها بالصفح عنه والبدء من جديد من أجل طفلتهما “ريتاج”، كما أنه ذكر في رسالته النصية بأن يقوم شقيقها “يحيي” بالتنسيق مع شقيقه الأكبر “محمد” لتتمكن من رؤية ابنتها، كما أن عليهما أن يحتجبان عن وسائل الإعلام ولا يعودان للتحدث عن بعضهما بما يسىء إليهما وبأن يفتحا صفحة جديدة حتى لا يصبحان علكًا بأفواه الناس، بالإضافة أنه تحدث إلى صحيفتي الوطن وعكاظ وأخبرهما بأن الخلافات بينه وبين طليقته قد انتهت، قائلاً للصحيفتين اكتبوا”أبشري يا أم احمد دم احمد لن يذهب هدراً ولن يحدث غير الذي ترضين به”.
جريمة إلكترونية : وأوضحت “للوئام” أنه بعدها قام بالاتصال على شقيقها “يحيى” وطلب منه أن يذهب إلى شقيقه الأكبر “محمد” ويأخذ “ريتاج” إلى أمها بعد صلاة الجمعة ليدهشوا من ردة فعل أخيه الذي أخبرهم أن “فهد” قام بأخذ ريتاج إلى الباحة لتعيش عند جدها وتتابع دراستها هناك ثم تعود، ويرد برسالة نصية على جوال طليقته ويخبرها بان “ريتاج” قد ذهبت إلى الباحة وهي تحت مسؤوليتهم وبأنه سيجلبها إليها بعد أن ينتهي التحقيق في القضية، وأضافت أنه بعث برسالة نصية أخرى لجوال شقيقها يهدده بأنها إذا قامت شقيقته بالتحدث إلى أي وسيلة من وسائل الإعلام تسيء إليه فسوف يقوم بجمع جميع تصريحاتها للإعلام ورسائلها النصية ويقدمها للشرع لتحاسب عليه (“كنوع من أنواع الجرائم الإلكترونية”). وأشارت أنه في الوقت الذي كان يطالب “الغامدي” طليقته بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام والصفح عنه والبدء من جديد، وإيهامها بإمكانية زيارة ابنتها وقت ما تشاء فوجئت بتصريح له صباح اليوم السبت عبر صحيفة “الوطن” قال فيه “إن ريتاج تم تسجيلها في الصف الأول الابتدائي هذا العام وسوف يتم نقلها إلى الباحة نظراً للظروف التي طرأت بعد مقتل أحمد، وعن تأخير ريتاج عن إلحاقها بالمدرسة العام الماضي قال الغامدي في نفس الصحيفة “تقدمت بطلب تسجيلها العام الماضي ورفضت المدرسة بحجة أنه تبقى لها شهران”، و”أنه سيضطر إلى نقل مقر إقامته من الطائف إلى الباحة من أجل متابعة حياة أطفاله الثلاثة الذين تركتهم له زوجتاه وهم ريتاج وروز وثامر”. وواصلت أنه قال “إن الشرع الآن يخول له حضانة ريتاج بحكم تجاوزها 7سنوات، ولن يسلمها لوالدتها”.
مناشدة لخادم الحرمين : الأم الثكلى “أمل البارقي” تحدثت ل “الوئام” وعبرات الحزن والبكاء وقلة الحيلة تخنق صوتها المهموم فتحدثت بجملة وتأخرت بالأخرى، مناشدة مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ومن خلاله صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة قائلةً (والدي الحاكم أنا إحدى بناتك اللاتي يثقن بعدل واستقامة نهجكم الذي أسسه والدنا المغفور له جلاله الملك عبد العزيز رحمه الله، والذي عاش تحت ظله آباؤنا وأجدادنا طيلة هذه السنوات، فلم يفرق بين ذكر أو أنثى ولا قوي أو ضعيف ولا سيد أو خادم فالكل سواء.. والدي أنا “أم أحمد” التي غُدر بطفلها ابن الأربعة أعوام على يد زوجة أبيه التي لم ترحم طفولته وقتلته بلا رحمة أو إنسانية.. استحلفك بالأمانة التي تقلدتها وكنت ومازلت أهلاً لها بأن ترجع إلي ابنتي “ريتاج” التي يصر طليقي على أن يحرمني منها بعد أن حرمني من شقيقها المغدور، فقد ثبت بأنه غير أهل للأمانة التي ائتمنه الله عليها وتسبب بإهماله وتقصيره في وفاة ابني الصغير، فعندما نبهته بوجود آثار ضرب وتعذيب بجسد ابنتي “ريتاج” عندما جاء بها لزيارتي بعد اختفاء شقيقها بأيام، وأنها أخبرتني بأن زوجة أبيها تقوم بوضع يدها على فمها لتكتم صوتها حتى لا يستمع إليها أبيها، وتضربها أثناء وجوده بالمنزل، وأنه حينما يخرج من المنزل تقوم بتعذيبها هي وشقيقها “أحمد”، ثار طليقي وقام بتأنيبي وشتمني قائلاً: إن زوجته تخشى على أبنائي أكثر مني، فهي من ربتهم وسهرت عليهم وتذرف الدمع ليل نهار على ضياع “أحمد”، لتخرج الحقيقة المرة في اليوم الثاني بأنها اعترفت في التحقيق بمركز شرطة السلامة بقتلها ابني بكل وحشية وإصرار. والدي الحاكم.. استحلفك بالله أن تقر عيني بعودة ابنتي لأحضاني فالله أعلم بحالتي أنني لم أذق طعم النوم، أو الراحة بعد ما حدث لابني وقلبي وجل على حياة “ريتاج ” التي قد تلقى مصير شقيقها أو قد تصاب بأمر جلل نتيجة حالتها النفسية بعد وفاة شقيقها، وهما بكنف أبيهم الذي لم أعد أشعر بالأمان بوجود ابنتي وهي بين يدي أبيها الذي لم يراع الأمانة قط، ولم يكتفي بحرماني من طفلي طيلة الثلاث سنوات ونصف ومقتل أحدهما، وكأنما يريد أن يضغط على جراحي لأتألم وأنزف أكثر وأكثر، كما أناشد مقامكم بإصدار أمر بتوقيع الكشف الطبي على ابنتي لإثبات آثار الضرب والعنف التي كانت تتعرض إليه من زوجة أبيها حتى لا تطول المدة وتختفي جميع علامات العنف من جسدها”.
مصادمة للنصوص الشرعية : ومن جانبه ذكر فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن سعد اللحيدان المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية بدول الخليج والشرق الأوسط وأستاذ كرسي القضاء الجنائي بأنه إذا ثبت عن طريق جراحة الجلد والتحليل الطبي النفسي الاكلنيكي التحليلي أن الفتاة قد تعرضت لأي نوع من أنواع التعذيب النفسي أو البدني وقامت الأدلة على ذلك وهذه الأدلة لا تقبل الجدل فان “ريتاج” قد تكون في مأمن مع أمها أو احد أقاربها من المحارم لأن بقائها في هذا الحال مع والدها يصادم الآثار والنصوص الشرعية، لاسيما إذا عرفنا من خلال الدراسات القضائية الدقيقة العليا ومن خلال الدراسات النفسية التحليلية والاكلنيكية ان هذه التي وقعت قد شكل عنصر أساسي في الأمراض النفسية والعقلية بعد الطفولة المتأخرة أي بعد “18′′ عاما إلى الوفاة وهذا يسمى في علم النفس وعلم القضاء الجنائي بالتراكمات النفسية بسبب الأذى أو التهديد أو الترهيب فإذا ثبت ما قالته الأم وتقرر طباً عضوياً ونفسياً ان البنت تعرضت لمثل هذا فان الأم أحق بالحضانة بدرجة الأولى أو لأحد أقاربها من المحارم بإشراف جهة مسئوله بحماية القاصر من الأذى. وواصل الشيخ صالح قائلاً “بحكم مسؤوليتي بدول الخليج والشرق الأوسط فقد وصل إلي من السعودية وباقي الدول العربية أن هناك قصر والأطفال يتعرضون للإيذاء والضرب والتأنيب والتعذيب من باب التأديب وهذا خطأ لأن التأديب إذا تجاوز عن حده ينقلب إلى الضد، وأقول في حاله “ريتاج” انه يجب أن تسلم الطفلة لامها بعد توقيع الكشف الطبي عليها وفي حال ثبوت العنف عليها حتى لو بلغت السابعة تسلم إلى أمها في أولى وأكثر أمان بها.
حقوق الإنسان : كما ذكر الأستاذ عادل بن تركي الثبيتي ممثل جمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمحافظة الطائف اهتمام الجمعية بقضية الطفل المغدور”أحمد الغامدي” منذ بدايتها وستسعى بكل طاقتها لتسليم حضانة “ريتاج” إلى والدتها حيث قامت بعض الأخصائيات في الجمعة بالاتصال مع السيدة “أمل البارقي” والتواصل معها لمساعدتها بكل ما تحتاج إليه، كما أبدي الثبيتي استعداده في حديثه مع البارقي التي توجهت بخطاب رسمي لمدير عام الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تطالب فيه بحضانة طفلتها “ريتاج” وتوقيع الكشف الطبي لإثبات آثار العنف الجسدي عليها، كما أنها تتهم والدهما بالإهمال والتقصير في رعاية طفليها، على مساعدتها بالحصول على حضانة الفتاة لأنها أحق بها بعد ما حدث لشقيقها “أحمد” وهما بكنف والدهما، غير أن طليقها لا يملك على مطلقته أي دليل يمنعها من حضانة الفتاة سواء في أخلاقها لا سمح الله كما أنها غير متزوجة حالياً.
كذبوا عليّ ! من ناجية أخرى نفت السيدة “أمل البارقي” والدة الطفل المقتول “أحمد فهد الغامدي” في اتصالها الهاتفي “بالوئام” أنها تحدثت مع أي محرر سوى محرري صحيفة “الوئام” التي تعتز بها، حيث ساهمت مساهمة فعالة في كشف خيوط الجريمة البشعة، وساهمت في الوصول لقاتلة ابنها. وأكدت أم الطفل المغدور أنها لم تتحدث إلى المحرر”فالح القثامي” وأنها لم تدل له بأية معلومات، وأن ما قاله يعد عار من الصحة. وكان المحرر القثامي ادعى في تصريحه، أنه تمكن من التحدث إليها بعد إعلان شرطة الطائف مقتل ابنها “احمد” على يد زوجة أبيه مساء يوم الأربعاء. وقالت السيدة أمل البارقي إن المحرر قام بالاتصال على الجوال الخاص بشقيقها “يحيى” مساء يوم الأربعاء ورفضت التحدث إليه نهائياً بسبب وضعها النفسي عقب تلقيها خبر وفاة ابنها، واعتذر شقيقها للمحرر ولم يتحدث إليه بأي شيء مما ذكر في الخبر، وأنها قد استغربت صباح يوم الخميس باتصال شقيقتها التي أخبرتها بأن إحدى الصحف قد ذكرت تصريحا على لسانها مع خبر الوفاة. وأشارت أنه قد أثار غضبها تصرف الصحفي غير النزيه بذكر تصريح لم تصرح به للخروج بمادة إعلامية على حساب مصابها الجلل، بالإضافة إلى أن الاجتهاد الإعلامي غير المسؤول بمثل هذه القضايا قد يؤثر على الضحية ولا يصب في صالحها. وأكدت أن تصرفه أجبرها على ذكر هذا التصريح لصحيفة “الوئام” حتى لا يتجرأ غيره بتكرار فعلته سواً بالسلب أو الإيجاب. واختتمت “البارقي” حديثها مخاطبة جميع المتابعين والمهتمين بقضية فقيدها المغدور”أحمد” بأن يتابعوا تصريحاتها عبر صحيفة “الوئام” الإلكترونية التي ساهمت بكشف غموض اختفاء فقيدها وتحويل مسار القضية من دعوة اختفاء وخطف إلى جناية قتل متعمد.