كثر الحديث في العامين الأخيرين عن الجن والسحرة، وسمعنا عن شخص يبيع الجن، وعن جن يتلبس الإنسان، ويتقاضى رشوة، أما السحرة فما أكثرهم، ولا يمر يوم إلا ونسمع عن القبض على ساحر يخدع الناس ويوهمهم بتقريب البعيد، وإعادة الوفاق بين المحبين، والنجاح في الدنيا وتحقيق المأمول، وأخيرا سمعنا عن بيوت مسكونة، وبعضها مستشفيات مهجورة، وأنا لا أريد أن أخوض في موضوع الجن والسحرة، واكتفي بأن أقول: الله أعلم.. ولكن الذي أريد أن أتحدث عنه هو انشغال الشباب بالبيوت المسكونة بالجن، فقد سمعنا أنهم دخلوا مستشفى عرقة بالرياض والمهجور منذ 26 عاما بحثا عن الجن الأمر الذي لم يحدث طيلة هذه السنين وحدث الآن، وكأنهم لم يسكنوه إلا في عامنا الأخير، وقد انتشرت فكرة اقتحام المنازل والمنشآت الحكومية المهجورة لتصل إلى مناطق عدة منها منزل مهجور في حفر الباطن، ثم تبعه شبان في بريدة وعنيزة وخميس مشيط، فذهبوا إلى بيوت مهجورة للبحث عن الجن.. وأرجع الدكتور جمال الطويرقي في حديث لصحيفة الحياة هذه الظاهرة إلى عشق الشباب للمغامرة غير المنطقية نتيجة جهل وفراغ فكري وروحي يعانون منه، وأوضح أن فكرة دخول الأماكن المهجورة هي تقليد لبعض الأفلام والبرامج الأجنبية، وأشار إلى أن ما أسهم في انتشار فكرة الدخول إلى الأماكن المهجورة مواقع التواصل الاجتماعي.. وأريد أن أضيف إلى ما قاله الدكتور الطويرقي مسألة أخرى هي قصور العملية التعليمية، فالمفروض أن تهتم هذه العملية بتشجيع الطلبة على المطالعة والرياضة البدنية ولا تترك لهم فراغا يهتمون فيه بأمور غير مجدية، ولا تنفعهم في دينهم ودنياهم.