منذ حوالي قرن توالد احتدام بين تيارين ليبرالي وإسلامي في عدد من دول العالم الإسلامي، والفكر الليبرالي لم يكن مغيباً قديماً بل كان موجودا في أيديولوجية بعضهم وقراراتهم لكنها لم تولد رسميا.. لأنه لم تكن هناك عوامل أو ظروف مساعدة لبروز هذا التيار في دول العالم الإسلامي كما حصل من أنموذج ليبرالي في مصر وتجربة علمانية في تركيا، وكانت الدولة الفاطمية أول مشروع دولة ليبرالية كما يذكر التاريخ .. «ويعد مفهوم الليبرالية مفهوما أجنبيا لذلك لا يمكن تطبيقه بحذافيره على بيئة مسلمة».. وقد يخلط البعض بين مفهومي العلمانية والليبرالية لكونهما من المفاهيم الفكرية المستوردة. وبعدما تفشى الفكر الليبرالي في عقول أغلب المثقفين في العالم الإسلامي بدأت مراحل المعركة التي انتصر فيها معتنقو الفكر الليبرالي كما يبدو لي.. وأمالوا الكفة لصالحهم حتى غدا أغلب الجيل الجديد يعتنق الآراء الليبرالية.. ولكن مازال يزعم الإسلاميون أنهم لم يقدموا إنجازا يستحق الذكر على مرور الزمن..ويستهدف هذا التيار عدة مواضيع تبدأ بالمرأة والدين وتنتهي بالسياسة والإعلام، وتناصر الليبرالية المرأة بشكل مضاعف، فعندما يكون الإسلاميون لهم مطالب للمرأة فالليبراليون لهم مطالب من المرأة. ويناضل الليبراليون من أجل إعطاء المرأة كامل حقوقها في العمل والسياسة وللحد من قوامة الرجل كمشاركتها الفعلية في السياسة، وتوظيفها كمعرفة في كتابة العدل والمحاكم، ومطالب نادى بها رائد حركة تحرير المرأة (قاسم أمين) قبل أكثر من سبعين عاماً.لذا يوجه الليبراليون النقد الشديد للمؤسسات الدينية.. والإسلاميون يشككون في مقاصد هؤلاء وأفكارهم حتى وإن اتفق التياران على أمور متشابهات.. ولعل فوز التيارات الإسلامية مؤخرا في «الثورات العربية»، أثار حفيظة الليبراليين وتنبأوا بمستقبل عربي مقيد ومحافظ قد يخرب ويهدم كل الناطحات التي عملوا على بنائها في العقود الأخيرة. الزبدة: بعيدا عن إعلاء الكلمة الليبرالية أو الإسلامية.. (إن المطالب الشعبية تتلخص في الإصلاح العام في كل ما يتعلق بالمرأة السعودية وتقدمها وانخراطها بالمجالات المناسبة لها بيولوجياً وفسيولوجياً).