البدايات في الإعلام لا تعطي صورةً حقيقية عن العمل.. لكنها تعطي المتابع انطباعاً عاماً وترسخ لديه صورة ذهنية يُصدر بعضهم بناءً عليها حكمه بالمتابعة من عدمها، وهو ما تخشاه وسائل الإعلام وتحسب حسابه. امتدح مراسل تلفزيوني من دمشق الأجواء الانتخابية في سورية ووصفها بالرائعة عشية انطلاقتها، في أول نشرة أخبار ل "سكاي نيوز" عربية، القناة الوليدة التي تصافح المشاهد العربي متكئةً على إرث إعلامي غربي ضخم كانت تعول عليه لكسب المشاهد قبل أن تقنعه بمادتها الإعلامية التي ستقدمها، وكأنها لا تعلم أن "الكسب ليس إرثاً"..! كان يمكن أن يكون وجود مراسل تلفزيوني في دمشق عاملاً لكسب المشاهد، إلا أن امتداحه للأجواء السورية عشية الانتخابات كان يكفي للقدح في القناة في نظر المشاهدين رغم أن الوقت مبكر في الحكم عليها. لم يكن لافتاً في انطلاقة "سكاي نيوز" عربية شيءٌ، إلا أنك ترى فيها وجوهاً تعرفها من قبل في "العربية" و "أبو ظبي" و "bbc عربية" و"الجزيرة"، وتستطيع ترديد قول الشاعر "يا كثرهم لا قلت لك عِرْفت وجيه" ! ليس المشاهد العربي بحاجة إلى المزيد من القنوات الإخبارية، بل بحاجة إلى رفع وتيرة التنافس لتحريك المياه وصناعة مادة إعلامية تُثري. لا تزال قناتا "الجزيرة" و"العربية" تتنافسان وحدهما في ميدان الأخبار الفضائي، فجل القنوات الإخبارية التي ولجت إلى الفضاء لم ترق إلى مستواهما ولم تصنع شيئاً يستفز المشاهد لتحريك الريموت كنترول عنهما. قنوات الحرة، وbbc عربية، والمستقبل الإخبارية، وسورية الإخبارية، وفرانس 24، لم تكسب المشاهد وبقيت رقماً في الرسيفر! وبقي العرب ينتظرون قناة "العرب" التي وقعت اتفاقية مع دولة البحرين للانطلاقة من أراضيها، في مغامرة يقودها القدير "جمال خاشقجي" ليقول للعالم: ستكون البحرين موطناً ثالثاً للإعلام بعد دبي بمدينتها الإعلامية وقطر بشبكة جزيرتها.